كتاب

صورة مريرة!

هي صورة مريرة كل ما فيها يدعو إلى الحسرة والألم، عالم عربي مثخن بالجراح ومكبل بالخلافات ولا أفق واضحاً.
عالم وصلت طلبات اعادة إعمار دول مدمرة في بعض أجزائها او كلها إلى ٧ طلبات، فلسطين وغزة المدمرة فيها، لبنان وسوريا والسودان وليبيا والصومال واليمن ثلاث منها بواسطة آلة الدمار الاسرائيلية.
إذا كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب جادا في دعوته لازدهار المنطقة لفائدة بلاده وشركات بلاده فعليه ان يحدد اسرائيل ويقلم أظافرها ويوقف مؤامراتها ومحاولاتها تمزيق ما تبقى.
اسرائيل هي العائق الأكبر للتنمية في الشرق الأوسط وهي الجدار الصلب المانع للازدهار.
لقد ثبت ذلك حليا للعالم فلا ازدهار ولا تنمية في ظل العدوان وفي ظل اطماع التوسع واثارة الفتن وتغذية الخلافات.
‎ عدا الدول العربية الثرية، فعلى مدى أكثر من ٧٠ عاماً، أعاقت إسرائيل التنمية في ما كان يسمى سابقاً دول المواجهة.
‎حتى بعد سلسلة من اتفاقيات السلام ليس هناك الكثير مما يمكن رصده من تغيير إيجابي، فحتى الدول التي عقدت اتفاقيات سلام مع إسرائيل لا تزال تواجه التأثيرات السلبية لاستمرار احتلالها لفلسطين وممارساتها العنيفة وتهديدها المستمر بالتهجير. وهو التوتر الذي تخلقه يومياً ما دفع تلك الدول إلى حشد كثير من الإمكانات لمواجهة أسوأ الاحتمالات، وقد كان ذلك دائماً على حساب التنمية، وبينما يبدو أنها تعيش حالة من السلم فإن الاعتداءات الإسرائيلية والاستفزاز المستمر للمتطرفين ممن ما زالوا يشكلون السواد الأعظم في المجتمع الإسرائيلي جعلت من تلك الدول تعيش وكأنها في حالة حرب.
‎قبيل الحرب على غزة بذلت الولايات المتحدة كل جهد ممكن لإقناع دول عربية في الانضمام إلى اتفاقيات سلام روجت لها إسرائيل باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق التنمية والازدهار على قاعدة الإمكانات الهائلة التي يمكن أن تقدمها إسرائيل المتطورة، لكن هل هذا هو ما تحقق فعلاً على أرض الواقع في اقتصاديات الدول التي عقدت اتفاقيات سلام؟
‎سبق لأميركا أن وعدت الفلسطينيين بتقديم مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد وخلق آلة ازدهار مقابل حلول عرجاء لا يمكن أن تشكل بيئة ولا قاعدة لتحقيق هذا الازدهار.
‎إسرائيل دولة محتلة في زمن انتهى فيه الاحتلال، وسقط فيه الاستعمار والحل الذي بات المجتمع الدولي على قناعة به باستثناء أميركا هو الانسحاب دون شروط من الأراضي التي احتلتها عام ٦٧ بما فيها القدس، وبدلاً من ذلك تتوسع إسرائيل في بناء المستوطنات مثل خلايا سرطانية في أقبح وجه للاستعمار.
تبدو إسرائيل وقد فقدت عقلها وراحت تتحدث عن استباحة كل فلسطين، وإعادة احتلال غزة وطرحت شعاراً وهو إسرائيل من النهر إلى البحر!
‎لا تستطيع أن تهاجم شعباً باكمله في الضفة وغزة وتقتل آلافاً من المدنيين؛ أطفالاً ونساء وشباباً وكهولاً ثم تنجو من العقاب في عالم يتغير.
‎العدوان الإسرائيلي المخالف للقانون الدولي على غزة أطلق شرارة الاحتجاج حول العالم.
‎لكن أكبر الاحتجاجات الشعبية حدثت في بريطانيا التي منحت اليهود صك احتلال فلسطين.
‎إسرائيل دولة مارقة، خارجة على القانون، في نظر العالم ومع ذلك تعتبر «بقرة مقدسة» ترفع كرت معاداة السامية كلما واجهت انتقادات لجرائمها وهي الديباجة التي لم تعد تقنع احداً.
‎إسرائيل تعيق التنمية فهي تشعل الحروب صباح مساء على مدى ٧٥ عاماً.