لا تنفك آلة القتل الصهيونية تواصل استهداف مظاهر ومقومات الحياة في قطاع غزة المحاصر، حيث أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس أن "حصيلة الشهداء نتيجة القصف الاسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم وصلت الى 103 شهداء"، مضيفا "ما زالت مجازر الاحتلال متواصلة... وعدد الشهداء في ازدياد".
واتهمت حركة حماس الخميس الكيان المحتل بمواجهة جهود الوسطاء سعيا لهدنة في القطاع بزيادة "الضغط العسكري" على المدنيين، إذ وافق المجلس الأمني الإسرائيلي مطلع أيار/مايو على خطة للسيطرة على القطاع ونقل العديد من سكانه، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. وقال إن هدفها القضاء على حماس وشن "ضربات قوية" ضدها بدون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن.
وعلى صعيد إدخال المساعدات، حذرت منظمات غير حكومية من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام الأربعاء من حدوث "مجاعة جماعية" في غزة في حال واصلت إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وقد استأنفت في 18 من الشهر نفسه عملياتها العسكرية بعد هدنة استمرت لشهرين.
وقال عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم إن "الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية وبناءة هو إلزام حكومة نتنياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية"، مؤكدًّا أن "الحصول على الغذاء والماء والدواء حقٌّ إنساني أساسي، وليس موضوعا للتفاوض".
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة الخميس أنها لن تشارك في توزيع المساعدات من منظمة جديدة غير حكومية معتبرة أن آليتها لا تلتزم مبادئ الحيادية والاستقلالية.
وقالت مؤسسة "غزة الإنسانية" الأربعاء إنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنّها طلبت من الدولة العبرية ضمان أمن نقاط لتوزيع المساعدات في شمال القطاع، حيث قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "لقد قلت بوضوح إننا نشارك في عمليات تقديم مساعدات تتوافق مع مبادئنا الأساسية. وقلنا مرارا إن خطة التوزيع هذه لا تتماشى مع مبادئنا الأساسية، بما في ذلك مبادئ النزاهة والحيادية والاستقلالية، ولن نشارك في ذلك".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تركيا انفتاح بلاده "على أي بديل إذا كان لدى أحد خيار أفضل"، مشددّا على دعم كل المساعدات التي يمكن الحصول عليها دون أن "تتمكن حماس من سرقتها من الناس".
"غزة ليست للبيع"
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إنه يريد أن "تأخذ" الولايات المتحدة غزة وتحوّلها إلى "منطقة حرية"، موضحًا من قطر: "لديّ تصورات جيدة جدا لغزة، وهي جعلها منطقة حرية" مضيفا "سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة، وأخذتها، وجعلتها منطقة حرية"، وذلك قبل أن ترد حركة حماس في بيان أن "غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقارا للبيع في السوق المفتوحة".
تصعيد في الضفة
وفي الضفة الغربية، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير أن الجيش سيستخدم كل الوسائل المتاحة للوصول إلى منفذي الهجوم الذي وقع قرب مستوطنة بروخين غرب مدينة سلفيت، وأدى إلى مقتل إسرائيلية حامل.
وأصدر زامير تعليماته "مواصلة فرض الطوق الأمني، وحظر التجوال وملاحقة الإرهابيين"، بحسب الجيش.
واستشهد خمسة فلسطينيين خلال عملية عسكرية للجيش في بلدة طمون بشمال الضفة، وفق ما أفاد رئيس البلدية لوكالة فرانس برس الخميس، بينما أكد جيش الاحتلال "تحييد خمسة مسلحين، كانوا يخططون لتنفيذ نشاط إرهابي عسكري كبير". وفق بيان الجيش.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة استشهد 934 فلسطينيا على الأقل في الضفة بنيران الاحتلال أو مستوطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، فيما قتل 34 إسرائيليا على الأقل في هجمات نفذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
