عربي ودولي

مقتل مستوطنة وإصابة زوجها غرب سلفيت

٤ شهداء في الضفة

استُشهد أربعة شبان، امس، بعد أن حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل منزل في بلدة طمون، جنوب طوباس.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد أربعة شبان بعد محاصرة قوات الاحتلال إياهم واستهداف المنزل الذي كانوا فيه بقذائف الحارقة «الإنيرجا»، وأضافت أن قوات الاحتلال اختطفت جثامينهم.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، بعدما محاصرتها منزلين في بلدة طمون ومدينة طوباس.
واستهدفت المقاومة قوات الاحتلال بوابل من الرصاص عند جامعة القدس المفتوحة في مدينة طوباس وسماع دوي صراخ جنود الاحتلال.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، المنزل الذي استشهد بداخله أربعة شبان في طمون جنوبي طوباس، شمال الضفة الغربية، ومنزلاً آخر في مدينة القدس المحتلة.
كما انتشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر جرافة عسكرية للاحتلال تحمل جثمان أحد الشهداء الذين ارتقوا في المنزل المحاصر.
من جانب آخر، تصاعدت عمليات هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل المواطنين في قرى محافظة القدس المحتلة وبلداتها.
وذكرت مصادر محلية، أن آليات بلدية الاحتلال هدمت منزل المواطن محمود عمر أبو طير، في قرية أم طوبا، جنوب القدس المحتلة، المقام منذ 20 عامًا.
وأضافت المصادر المحلية، أن المواطن آدم شقيرات أُجبر على هدم منزله في بلدة جبل المكبر جنوب شرق المدينة ذاتيا، تفاديًا لدفع غرامات مالية باهظة. وتقدر مساحة المنزل بـ100 متر مربع، ويؤوي ثمانية أفراد.
وفي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، هدمت جرافات بلدية الاحتلال وآلياتها سوراً استنادياً يعود لعائلة بشير.
كما نفذت جرافات الاحتلال عملية هدم وتجريف لغرفة سكنية وأسوار في حي البحيرة في بلدة عناتا، إضافة إلى تجريف أشجار وأراضٍ وتقطيع خطوط شبكة الكهرباء في المنطقة.
ورصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ سلطات الاحتلال خلال نيسان الماضي 73 عملية هدم، طالت 152 منشأة، بينها 96 منزلاً مأهولاً، و10 غير مأهولة، و34 منشأة زراعية، وتركزت في محافظات: طوباس بـ59 منشأة، والخليل بـ39، ثم القدس بـ17.
هذا وقتلت مستوطِنة متأثرة بجراحها الخطيرة التي أُصيبت بها في عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة «بروخين» غرب محافظة سلفيت في الضفة الغربية، فجر امس، كما أصيب مستوطن آخر في العملية.
وبحسب التفاصيل الأولية، أطلق مسلح النار من مركبة مارة باتجاه مركبة كان يستقلها مستوطنون، ما أدى إلى إصابتهما، قبل أن ينسحب من المكان.
وعقب العملية، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وشرعت بعمليات تمشيط واسعة بحثًا عن المنفذ، وسط تقديرات أولية بمشاركة أكثر من شخص في تنفيذ العملية.
وأغلقت قوات الاحتلال مداخل مستوطنتي «بروخين» و'بدوئيل» والمستوطنات المجاورة، كما أغلقت مقطعًا من شارع 446 في كلا الاتجاهين.
وأفادت مصادر طبية بأن امرأة في الثلاثينات من عمرها أُصيبت بجراح حرجة، أعلن عن وفاتها لاحقا، فيما أصيب رجل في الأربعينات بجراح خطيرة، في عملية إطلاق النار.
وقال أحد المسعفين الذين وصلوا إلى مكان: «عند وصولنا كانت مركبة خاصة متوقفة على جانب الطريق وعليها آثار إطلاق نار».
وتابع «داخل المركبة كانت السائقة فاقدة للوعي ومصابة بجراح حرجة نتيجة إطلاق النار، وبجانبها رجل كان واعيًا رغم إصابته، وحاول وقف نزيف المرأة».
وأضاف: «قمنا بإخراجهما من المركبة وقدّمنا لهما العلاج الطبي في المكان. نقلنا المرأة بسيارة إسعاف مكثفة إلى المستشفى وسط محاولات إنعاش».
وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي طوقًا عسكريًا على القرى الفلسطينية المحيطة بموقع عملية إطلاق النار؛ وشرعت قواته بإغلاق الطرق وإقامة الحواجز في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية أن طائرات مروحية وأخرى مسيرة تشارك في عمليات البحث عن منفذي العملية، فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي حارس وبروقين غرب سلفيت.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت المحال التجارية، وفتشت مواقع في القريتين، كما أطلقت طائرات مسيرة فوق قرى وبلدات المحافظة خاصة في المنطقة الغربية.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن الاحتلال دفع بقوة من وحدة «شلداغ» الخاصة، إلى جانب سرايا من قوات الكوماندوز والمظليين ووحدة الاستجابة السريعة التابعة للواء «أفرايم» إلى المنطقة.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن هذه العملية هي الرابعة التي تنفذ في المنطقة ذاتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وبنفس الأسلوب.
وذكرت أن العمليات السابقة اتبعت نمطًا مشابهًا، تمثل بإطلاق نار من سلاح طويل المدى، ينفذها شخص واحد في ساعات الليل، ينسحب من المكان فور التنفيذ، دون تسجيل إصابات.
وأضافت أن «العمليات الثلاث السابقة انتهت دون إصابات، لكن هذه المرة كانت النتائج أكثر خطورة».
بدوره، وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عملية إطلاق النار قرب سلفيت بـ'المروعة».
وأضاف أن «الحديث الفارغ عن ’نسيج الحياة المشترك‘ من جانب أجهزة الأمن يكلّفنا دماء يهودية»، مطالبًا رئيس الحكومة بـ'إصدار تعليماته للجيش لإعادة جميع الحواجز العسكرية بشكل فوري ودائم، والوفاء بالتزامه بدفع تشريع قانون الإعدام للأسرى الأمنيين».
و قال بتسلئيل سموتريتش وزير المالية والوزير في وزارة الأمن معقباً على العملية التي جرت قرب سلفيت :» يوجد الكثير مما يتوجب قولة والتحقيق فيه، يوجد أعداء يتوجب إبادتهم في غزة وفي يهودا والسامرة ».
وفي تغريدة على منصة «إكس»، امس، قال سموتريتش: «كما دمرنا الشجاعية وتل السلطان في غزة، يجب أن ندمر أوكار حماس في الضفة، ونبدأ ببروقين وكفر الديك»، في دعوة صريحة للانتقام الجماعي وتدمير البنية السكنية الفلسطينية.
بالتزامن، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجراً، تنفيذ اقتحامات واسعة في بلدتي بروقين وكفر الديك ومدينة سلفيت، شملت مداهمات لمنازل الفلسطينيين وعمليات تفتيش واحتجاز، إلى جانب فرض طوق عسكري مشدد على المنطقة، وإغلاق كافة المداخل الرئيسية المؤدية إليها.
وفي هذا الإطار، أجرى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أيال زمير، تحقيقا ميدانيا في موقع العملية المسلحة غرب سلفيت، بحضور كبار القادة العسكريين. وخلال زيارته، وجه زمير أوامر باستمرار حظر التجوال وفرض الحصار، إضافة إلى تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة لملاحقة منفذي العملية ومن وصفهم بـ'الجهات المحرضة».
وقال زمير: «نخوض معركة مفتوحة في الضفة الغربية(يهودا والسامرة)، وسنواصل عمليات الإحباط بكل الأدوات المتاحة حتى نصل إلى المنفذين ونحاسبهم»، في إشارة إلى سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها جيش الاحتلال في الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال فرضت إجراءات عسكرية مشددة على سلفيت، إذ أغلقت الطرق والمداخل الرئيسية لمدينة سلفيت، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال في محيط القرى والبلدات الواقعة غربي المحافظة.