في خضم ما نمر به من منعطفات في المنطقة، والمتصفح للمشهد في بعض جوانبه، يرى أن محاولات التشكيك مستمرة، وهي ليست بجديدة على الأردن، خاصة مع كل تحول في المنطقة، ونحن نعيش مرحلة دقيقة اختبرت الجميع، بقوته، وقوة مبادئه، وشرعيته ومشروعيته، ومع كل تغير يكون هناك طارئون، وهم الأعلى صوتاً.
آخر ما عايشناه، هو التشكيك بدور الهيئة الخيرية الهاشمية، ومن زاوية أقل ما يقال عنها إنها فيها الكثير من الوضاعة، وأول من تستهدف المحتاجين في قطاع غزة، وتتفق مع حالة التواطؤ، ضد القطاع.
ومن أراد الاستزادة فليتأمل طروحات البديل لتقديم الغوث حيث على الطاولة مشروع أميركي، سبقه طرح «الريفيرا»، وطروحات تفريغ القطاع، فبالتزامن مع التشكيك بالدور الأردني جاءت التسريبات الأميركية حول مؤسسة مهمتها تقديم العون هناك.
ويبدو أن المسألة الإنسانية أصبحت اليوم هي المدخل لتنفيذ أي مآرب أو مشاريع مشبوهة، فلا بد من محاولة إخراج أصحاب المبادئ، وعلى رأسهم بلدنا وصلابة موقفها وقيادتها.
لذا، فكل من يريد اليوم أن يجد مقاربة تبقيه في المشهد فهو يريد الاصطفاف ضد الواقعية والجانب الصحيح من التاريخ، بتواطؤ.. وبأدوات مفهومة، والعلة أنها باتت مكشوفة، فبعد نحو عامين من الحرب على غزة برزت مشاريع ومشغلون، وظهر أن القصة في تفاصيلها لدى البعض ليست سوى شعارات، لذا يزعجها صدقية الدور الأردني.
ووسط هذا المشهد، اعتقد بعض ممن تضرروا من اجراءات الأردن الأخيرة لحفظ أمنه، وهي إجراءات جاءت مدعومة من قبل الناس، وبزخم شعبي، حيث بات كثير من أبناء هذا البلد يعرفون معدن الأردن ومقدار ما بذله.
مهما كان المشككون وأدوارهم، خاصة في مرحلة التسويات التي نعايشها، والصفقات التي باتت عنوانا في ثنايا السياسة، فإن موقف هذا البلد بقيادته وقوة حضوره، ليست ولن تكون محل أي جدل.
وقد أثبت تقادم الزمن، بكافة تلويناته، وما بثه من ايديولوجيات، وبخطابات، بأن الثبات على الموقف وامتلاك الدولة لرسالة، بأنه الأصلح، والدور الأردني في هذا السياق واضح، برسالة الإنسان وبمبادئ أرساها ملوك بني هاشم، هي قيم تنتمي إلى المنطقة، ولا تحيد عن أهدافها، حتى وإن تكاثرت منصات الكراهية، وطروحات الجدل الذي لا يستكمل أدبيات أي حوار، بل يتغذى على الخلافات ويرى في مشروع الدولة الوطنية بأنها صيرورة تتناقض مع مبادئ المنطقة وشعوبها، والأردن جزء من وطنية متقدمة في المنطقة ترى في نفسها بأنها جزء من مشروع عروبي أوسع له قيمه ومبادئه.