ضباط إسرائيليون يحذرون من مجاعة واسعة بغزة ما لم تدخل المساعدات فوراً
أفادت وزارة الصحة بغزة، امس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت منذ فجر اليوم 70 شهيداً وعشرات الإصابات، إلى جانب 20 شهيدا و124 جريحاً خلال الساعات الـ24 الماضية جراء تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية. فيما، قال ثلاثة مسؤولين عسكريين إسرائيليين مطلعين على الأوضاع في قطاع غزة أن الفلسطينيين في غزة يواجهون مجاعة واسعة النطاق ما لم يتم استئناف تسليم المساعدات فوراً.
واستشهد 50 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات فجراً في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما شنت غارات عنيفة على منازل وأحياء متفرقة من مخيم جباليا وجباليا البلد شمال قطاع غزة.
وأعلن الدفاع المدني أن طواقمه في محافظة الشمال عملت على عدة استهدافات استهدفت عائلات: مقبل بجباليا البلد والقطناني بشارع العجارمة وسويلم بالفالوجا والنجار خلف مدرسة أبو حسين وخلة بجباليا البلد، مؤكدًا انتشال عدد كبير من الشهداء وإجلاء مصابين.
وأظهرت صور من داخل مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، تكدّس جثامين الشهداء على الأرض، بعد سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منازل المدنيين في مخيم جباليا وجباليا البلد. وارتقى شهداء وأصيب آخرون نتيجة استهداف طائرات الاحتلال شقتان سكنيتان لعائلة عودة وخليل في عمارة أبو العيش بجوار مسجد الياسين بشارع العجارمة شمال قطاع غزة.
ووجهت مناشدات لوصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذ مصابين بعد غارات عنيفة على مخيم جباليا.
وجاءت الغارات العنيفة بعد قليل من توجيه قوات الاحتلال أوامر إخلاء إلى جميع السكان في جباليا، ومعسكر جباليا وأحياء تل الزعتر، الشيخ زايد، النور، السلام والروضة.
وقالت الوزارة في بيان الإحصائي اليومي، إن حصيلة ضحايا حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول 2023 ارتفعت إلى 52,928 شهيدا 119,846 جريحا.
وذكرت أن حصيلة الشهداء والمصابين منذ استئناف الاحتلال الإبادة الجماعية على القطاع في 18 آذار الماضي ارتفعت إلى 2,799 شهيدا و7,805 مصابا، ليرتفع إجمالي الضحايا منذ 18 شهرا إلى 172,774 شهيدا وجريحا.
كما، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن %90 من الأسر تُواجه انعدام الأمن المائي، وارتفاع نسبة عينات المياه الملوثة عن 25 % في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في معطيات نشرتها امس: إن تلوث المياه أدى الى انتشار العديد من الأمراض بين المواطنين.
وأكدت أن دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يزيد من الاحتياج للمياه خاصة مياه الشرب، وأن التجمعات السكانية في أماكن النزوح تُعاني من أوضاع كارثية نتيجة عدم توفر مصادر المياه.
وأشارت إلى أن الحفر الامتصاصية المخصصة للصرف الصحي تزيد من الخطورة على الخزان الجوفي.
وذكرت أن 90 % من محطات التحلية خرجت عن الخدمة تماماً، وأن 80 % من محطات الصرف الصحي خرجت عن الخدمة ما يزيد نسبة تلوث مياه البحر.
هذا و بثت » كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مشاهد لكمين مركب نفذته ضد قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام عبر حسابها على منصة «تيلجرام»، إن العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات «أبواب الجحيم»، حيث تم استهداف قوة من جنود الاحتلال في محور التوغل بحي التنور شرق مدينة رفح.
ووقعت العملية في 8 أيار الجاري، وتظهر المشاهد استهداف قوة إسرائيلية بالقذائف والأسلحة الرشاشة بينما كانت تستعد لتفجير منزل فلسطيني برفح.
ووفق المعطيات المصورة فقد وقع الكمين في شارع 18، حيث بدأت العملية الأولى باستهداف قوة هندسية كانت داخل أحد المنازل للقيام بنسفة، حيث تم استهدف القوة بقذائف مضادة للأفراد والدروع وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
في حين بدأت العملية الثانية باستهداف قوة راجلة من جيش الاحتلال بعبوة شديدة الانفجار وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
في المقابل، قال ثلاثة مسؤولين عسكريين إسرائيليين مطلعين على الأوضاع في قطاع غزة إن ضباطا في الجيش الإسرائيلي توصلوا بشكل خاص إلى أن الفلسطينيين في غزة يواجهون مجاعة واسعة النطاق ما لم يتم استئناف تسليم المساعدات فوراً.
وزعمت إسرائيل على مدى أشهر أن منعها دخول الغذاء والوقود إلى غزة لا يشكل تهديدا كبيرا للحياة المدنية في القطاع، بالرغم من تحذيرات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى من أن المجاعة تلوح في الأفق.
لكن ضباطًا في الجيش الإسرائيلي، يراقبون الأوضاع الإنسانية في غزة، حذّروا قادتهم في الأيام الأخيرة من أنه ما لم يُرفع الحصار سريعًا، فمن المرجح أن تنفد كميات الغذاء الكافية لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية اليومية في مناطق عديدة من القطاع، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأربعاء عن المسؤولين العسكريين الثلاثة.
وبما أن توسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات الإنسانية يستغرق وقتا، فقد قال المسؤولون إن هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان إمكانية إعادة نظام توريد المساعدات بالسرعة الكافية لمنع المجاعة.
وكشف تحليل المسؤولين العسكريين عن فجوة بين موقف إسرائيل العلني من حصار المساعدات ومداولاتها الخاصة. ويكشف التحليل أن أجزاءً من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توصلت إلى نفس الاستنتاجات التي توصلت إليها منظمات الإغاثة الرائدة، إذ حذّرت منذ أشهر من مخاطر الحصار.ويسلط التحليل الضوء أيضاً على مدى إلحاح الوضع الإنساني في غزة: فقد أغلقت معظم المخابز أبوابها، وبدأت مطابخ الجمعيات الخيرية في إغلاق أبوابها، ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يوزع المساعدات وينسق الشحنات، إنه نفد مخزونه من الغذاء.
ونوقش الحصار في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، دعت إليه بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى. وصرح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، للمجلس بأن إسرائيل تفرض «عمدًا وبلا خجل» ظروفًا لاإنسانية على المدنيين في غزة والضفة الغربية.
وسأل فليتشر: «ما هي الأدلة الإضافية التي تحتاجونها الآن؟ هل ستتحركون بحزم لمنع الإبادة الجماعية وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟ أم ستقولون بدلاً من ذلك: 'لقد بذلنا كل ما في وسعنا'؟». ودعا جميع أعضاء المجلس الخمسة عشر، باستثناء الولايات المتحدة، التي دعمت إسرائيل بشدة طوال الحرب، إسرائيل إلى السماح فورًا بدخول المساعدات إلى غزة.