كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء الأربعاء، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف المتواجد حاليا في الدوحة اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة مرات في محاولة لإقناعه بتوسيع صلاحية وفد بلاده المفاوض وإبداء مرونة أكبر في التفاوض "لكن دون جدوى".
وتزامنا مع المفاوضات وزيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة، تصعّد إسرائيل من حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني بسلسلة غارات عنيفة مناطق متفرقة بما فيها محيط مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس (جنوب)، ما أسفر، خلال اليوم، عن مقتل ما لا يقل عن 70 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.
وقالت صحيفة "هآرتس" نقلا عن مصدر إسرائيلي (لم تسمه): "تحدث ويتكوف مع نتنياهو عدة مرات خلال الـ24 ساعة الماضية لإقناعه بتوسيع صلاحية وفد بلاده المفاوض وإبداء مرونة أكبر في المفاوضات في قطر، لكن دون جدوى".
وبحسب المصدر فإن إسرائيل تصر على "مخطط ويتكوف" الذي تم التوصل إليه قبل شهرين ونصف، والذي يقضي بأن تفرج حماس عن عشرة أسرى أحياء ونصف الأسرى القتلى، كشرط للدخول في مفاوضات ووقف إطلاق النار لمدة 45 يوما.
ويواصل وفد التفاوض الإسرائيلي برئاسة نائب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) محادثاته في قطر برفقة ويتكوف ومسؤول ملف الأسرى والمفقودين بالإدارة الأمريكية آدم بوهلر، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأضافت الصحيفة: "يحاول ويتكوف إقناع نتنياهو بتوسيع صلاحية الوفد، كما يدرس في الوقت نفسه مقترحات إضافية لإطلاق سراح المختطفين".
وأوضحت نقلا عن مصادر لم تسمها، أن إسرائيل تصر على "مخطط ويتكوف"، وعلى أنه لن تكون هناك نهاية للحرب من دون عودة جميع الأسرى و"استسلام حماس ونفي قادتها ونزع سلاحها".
وقالت: "يدرس ويتكوف أيضا مقترحات إضافية للإفراج عن المختطفين على دفعات، بهدف دفع الأطراف إلى وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت القناة 12 العبرية، أنه رغم الضغوط الأمريكية، فإن الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى الدوحة لا يملك سوى تفويض محدود، مع عدم وجود مجال كبير للمناورة، وإنما يسمح للمناقشة فقط في إطار مخطط ويتكوف الأصلي، والذي يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى وإمكانية توسيع المفاوضات إلى ترتيب شامل أو وقف إطلاق نار.
وأكدت حركة "حماس" مرارا استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح "حماس"، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتقول المعارضة وأهالي الأسرى إن نتنياهو مستمر في حرب الإبادة بغزة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولاسيما البقاء في الحكم.
مبادرة جديدة
من جانبها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن "ترامب يبحث خلال زيارته للخليج مبادرة جديدة إماراتية سعودية لوقف الحرب في غزة تشمل الإفراج الفوري عن المختطفين ونزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل من غزة وإعادة إعمار القطاع تحت إشراف دولي".
وبحسب المصادر فإن هناك "مفاوضات محمومة خلف الكواليس بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار بغزة قبل نهاية زيارة ترامب للمنطقة".
وقالت إن إسرائيل "تلقت تلميحات واضحة بأنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار فقد يلتقي الرئيس ترامب مع نتنياهو".
فيما لم يصدر تعقيب فوري من الجانب السعودي أو الإماراتي أو الأمريكي بشأن ما أوردته الصحيفة العبرية.
وكان وفد التفاوض الإسرائيلي وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة أمس الثلاثاء للمشاركة في المحادثات قبل وصول ويتكوف وبوهلر.
وتأمل مصر وقطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والتي بدأها أمس وتستمر حتى 16 مايو/ أيار الجاري، في أول زيارة له للمنطقة منذ بداية ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.