تناول كتاب «العلاقات العامة الرقمية والتصدي للشائعات» للباحثين د. أمجد القاضي وأنسام عبابنة دراسة وافية للعلاقات العامة الرقمية وأثرها.
وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون»، في ثمانية فصول تناول الأول منها «العلاقات العامة» من حيث نشأتها، ومفهومها، وعوامل ظهورها، وأهميتها داخل المؤسسة، ومبادئها، وأهدافها، ووظائفها ومهامها ودور وسائل الاتصال في بلورتها، أما الفصل الثاني فركز على «العلاقات العامة الرقمية»، موضحاً أيضاً نشأتها، ومفهومها وأوجه الاختلاف بين العلاقات العامة الرقمية والعلاقات العامة التقليدية، والعوامل التي أسهمت في بروز العلاقات العامة الرقمية، وخصائصها وأهميتها ووظائفها وتحدياتها ووسائلها وخصائص وسائل التواصل الاجتماعي، وأشهر المواقع في هذا المجال، وارتباط العلاقات العامة الرقمية بالأنشطة الإنساية.
أما الفصل الثاني فأوضح فيه الباحثان مفهوم «العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية»، بإلقاء الضوء على دور العلاقة وخصائص وسائل التواصل العامة الرقمية في المؤسسات الحكومية والوظائف التي تؤديها. وجاء الفصل الرابع ليلقي الضوء على «ممارسو العلاقات العامة الرقمية»، متناولاً أهمية العنصر البشري في العلاقات العامة، ومعرفاً بممارسي هذه العلاقات ومهاراتهم والمزايا التي يوفرها الإنترنت لهم.. بينما ناقش الفصل الخامس من الكتاب مفهوم «الشائعات» وعناصرها وأهدافها وأسباب انتشارها وأنوعها ووظائفها وخصائصها، والاسترتيجيات الإعلامية المستخدمة في التصدي لها، وارتباط الشائعات بالحرب النفسية.
وخصص الباحثان الفصل السادس للحديث عن «الشائعات في الأردن»، حيث ناقشا مضامينها، وطرق مواجهتها والوسائل المستخدمة في ذلك، وآلية توظيف الملصقات الإلكترونية للتصدي للشائعات ودرجة استخدام التقنيات الرقمية في هذا المجال، والمزايا التي توفرها التقنيات الرقمية لهذا الغرض، والتحديات التي فرضتها التقنيات الرقمية في مجال التصدي للشائعات في المؤسسات الحكومية الأردنية، أما في الفصل السابع فاستعرض الباحثان دور وسائل الإعلام في مواجهة الشائعات، بينما تناول الفصل الثامن والأخير دور ممارسي العلاقات العامة الرقمية في المؤسسات الحكومية في التصدي للشائعات.
وبعامة، استعرض الكتاب الذي جاء في 176 صفحة من القطع المتوسط التطورات التكنولوجية وما أحدثته من تغيرات في استخدامات العلاقات العامة، وما منحته إياها من قيمة كبيرة ومرونة عالية وثقة أكبر لدى الجمهور بسبب الاتصال التفاعلي في اتجاهين نتيجة لانتشار التقنيات الرقمية، وقد أدت تلك التطورات إلى بروز مصطلح «العلاقات العامة الرقمية» الذي يتطلب فهمًا عميقًا من الإدارة العليا ومن ممارسي العلاقات العامة حول توظيف التقنيات الرقمية في عمل العلاقات العامة، لذلك كما يشير الباحثان اتجهت المنظمات إلى بناء استراتيجيات للعلاقات العامة الرقمية التي يتوقف نجاحها على إقامة علاقات نافعة بين المنظمة والجمهور.
وأكد الكتاب على أن العلاقات العامة الرقمية هي إحدى قنوات الإعلام التي تُطلُّ عبرها المؤسسات الحكومية والعابرة للحدود الدولية، فهي تُعنى باستخدام وسائل الإعلام المختلفة عبر شبكة الإنترنت من أجل صنع المحتوى الخاص بالمؤسسة ومشاركته، والوصول إلى الجمهور المستهدف، والتواصل معه عن طريق الإعلام الرقمي، فقد جاءت لتلغي حدود الزمان والمكان، ولتسهّل عملية الاتصال وإيصال الآراء والمفاهيم وبناء العلاقات بين المؤسسات والجماهير على اختلاف أماكنها عبر موقعها الإلكتروني أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، كما تسعى إلى تصدير الصورة الإيجابية عنها، وتعمل على إزالة أي شوائب قد تمس صورتها لتحمي المؤسسة من التعرض للأزمات.
وأشار الباحثان إلى أهمَّ المهامِّ والوظائف التي يقوم بها ممارسو العلاقات العامَّة الرَّقميَّة وهي التَّصدي للشَّائعات؛ لأنَّها تُشكِّل مصدرًا رئيسيًّا للأزمات التي تواجهها المنظَّمات؛ فهيَ سلاحٌ خطيرٌ يُحدث آثارًا سلبيَّةً ووخيمةً في قناعات الأفراد والمجتمعات، ومن ثَمَّ تؤثِّر في سمعة المنظِّمة وصورتها الذهنيِّة لدى الجمهور. ومن هنا تبرزُ أهميَّة العلاقات العامَّة الرَّقميَّة في كسب ثقة الجماهير وتأييدها لأهداف المؤسَّسة وسياساتها، والبقاء على اتصال معَ هذه الجماهير، وتوفير المعلومات والحقائق، وإطلاق حَمَلات هادفة للتَّوعية، كما أنّ المؤسسات الحكومية تعد من أكثر المؤسسات حاجة إلى تطوير إدارات العلاقات العامة فيها؛ وذلك لتنوع فئات الجماهير التي تتعامل معها، أمام التحديات المتمثلة بزيادة معدل انتشار الشائعات التي تستهدف الدولة والمصالح الوطنية والشخصيات الفاعلة والمؤسسات العامة، كما يستهدف بعض منها العقيدة والفكر لهدم معنويات الفرد الذي يعيش في المجتمع المستهدف بالشائعة.