يبدو أن الأقلام الحاقدة، التي تنفث سمومها تجاه الأردن، تجهل أو تتجاهل عن عمد واصرار، عمق علاقة الأردن التاريخية ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية.
هذه الأقلام أغمضت عيونها عن مئات الشهداء الأردنيين الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين، وتناسوا أنه في كل بقعة من الضفة الغربية أثر ومعلم للجيش الأردني المصطفوي، وتجاهلوا أيضاً الدم الهاشمي الذي سال على أسواره القدس.
ليس هذا فقط بل وصلت بهم درجة الحقد ضد بلدنا أن يوجهوا اتهامات باطلة بحق الأردن، بأنه يتلقى مقابلاً لما يقدمه من خدمات انسانية واغاثية للأهل في قطاع غزة..
تناسوا وللأسف أن الأردن هو الدولة الوحيدة التي كسرت الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، واغفلوا عن عمد أهمية الانزالات الجوية الأردنية، والتي شارك فيها جلالة الملك شخصيا لاسناد ودعم قطاع غزة، في اجواء حرب شرسة وعدوان إسرائيلي وحشي أزهق أرواح الآلاف من الأبرياء، ودمر كل مقومات الحياة في غزة، ولم يكن في سماء غزة إلا طائرات سلاح الجو الملكي الأردني تقدم المساعدات العاجلة لأهل غزة، في ظل أجواء ملتهبة وسماء مشتعلة بنيران طيران العدو، الذي يقصف أهل غزة..
الأردن الذي فتح معابره وأرسل مستشفياته الميدانية، وحول سماءه الى ممر جوي لإنزال المساعدات، وارضه منطلقا للقوافل، يُتهم اليوم من أقلام مسمومة حاقدة، بأنه يتقاضى مقابلاً ما يقدمه من مساعدات، متجاهلين عن عمد الحديث عن الابادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وصور الجثث تحت الانقاض..
الأردن يفتخر بأنه ومنذ بدايات تأسيس الدولة لم يكن يوما من الأيام، سببا او طرفا في أي صراع، بل كان دوما يناصر المظلومين ويقف إلى جانبهم أينما كانوا وفي أي بقعة من العالم، فكيف إذا كان الأمر يتعلق باشقاء يعانون من مجازر وظلم وقهر، على مرأى ومسمع من العالم، لماذا تم اختيار هذا الوقت الحرج لبحث بث هذه السموم وغزة أحوج ما تكون إلى الدعم والتضامن، تخرج هذه الفئة الحاقده لتشكك في مواقف الأردن وهو الجهة الوحيدة الذي لم يترك غزة تعاني وحدها..
إننا نرفض ونستهجن هذه الادعات الكاذبة، والافتراءات التي تهدف إلى الانتقاص من الجهد الاردني الاغاثي والانساني، لدعم الأهل في قطاع غزة، الأردن كان وسيبقى بقيادته الهاشمية السند الأمين والمدافع الأول عن فلسطين، ومواقفه في هذا الاطار مشرفة ومشهود لها، الأردن لا ينتظر أي شكر او ثناء على هذه المواقف، لكنه لا يقبل بأي حال من الأحوال النيل من هذه المواقف المشرفة والتقليل منها وتشويهها.
كل الدعم والتقدير لجهود الهيئة الخيرية الهاشمية التي تقوم بدورها الانساني بكل كفاءة واقتدار، وبتوجيهات ملكية سامية ولا يضيرها او يضرها مثل هذه الأكاذيب والادعاءات الباطلة.
الأقلام المسمومة لن تنال من مواقف الأردن المشرفة
10:01 13-5-2025
آخر تعديل :
الثلاثاء