عمّان - تالا أيوب
مندوبًا عن سمو الأمير الحسن بن طلال، افتتح عضو مجلس أمناء مركز التوثيق الملكي الهاشمي، الدكتور سعد جابر، أمس الثلاثاء، الفعالية الختامية للمشروع الإقليمي للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي (MHPSS)، التي تُقام على مدار يومين تحت عنوان: "بين الواقع المرير والملاذ الآمن: تصوّر مستقبل الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في الشرق الأوسط".
ويُنظَّم هذا المشروع الإقليمي من قبل التعاون الدولي الألماني (GIZ)، بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).
وأكد الدكتور سعد جابر أن الصحة النفسية في الشرق الاوسط ليست ترفا، بل ضرورة بقدر أهمية المأوى وإلحاح الغذاء ومركزية السلام، ومن دونها لا يكتمل التعافي، مشيرا هنا إلى أن التعافي لايقتصر على النجاة فقط، بل بمثابة استعادة للهوية والشعور بالامان داخل النفس، والقدرة على الحلم والانتماء مجددا.
وأشار في كلمته خلال حفل الافتتاح الى ان تجربة الاردن أثبتت ان دمج خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في النظام الصحي العام ممكن، لكن الممكن ليس كافياً، لافتا الى ان أكثر من 70% من مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تزال غير مجهزة بهذه الخدمات، فيما أقل من 3% من الإنفاق الصحي العام مخصص للصحة النفسية.
وطرح الدكتور جابر خمس أولويات تمحورت حول " الاستثمار في الإنسان عبر تدريب مختصين ثقافياً، وموثوقين مجتمعياً، من العاملين في الصحة والتعليم والعمل الاجتماعي، كل من هؤلاء يمكن أن يكون بوابة للأمل، ونقل الرعاية إلى المجتمع التعافي لا يحدث فقط في العيادات، بل في الصفوف الدراسية في المساجد، على موائد العائلة"، داعيا الى بناء نماذج متجذرة في الحياة اليومية.
فيما ركزت الاولويات الاخرى على "مواجهة الوصمة بشكل مباشر في الأردن، إذ ترتبط نحو 41% من حالات تأخر أو انقطاع العلاج النفسي بالوصمة الاجتماعية. ويجب أن تكون وسائل الإعلام والتعليم أدوات للتغيير،فضلا عن عدم الفصل بين التعافي والعدالة،وتعزيز التماسك الاجتماعي خصوصاً في المناطق المستضيفة للاجئين".
وقال القائم بالأعمال، في السفارة الألمانية في الأردن غيدو كيمرلينغ" "يجتمع اليوم أكثر من 2000 متخصص من المنطقة لتبادل معارفهم، وتعزيز تبادل الخبرات التي لعبت دورا حيويا في الحد من وصمة العار المرتبطة بالعنف والوقاية من الانتحار. وبفضل شركائنا، صُممت هذه الجهود لتلبية احتياجات الناس".
من جانبها، بينت مديرة مشروع الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، ألينا ميلاو أن برامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ساهمت في تمكين الناجين من العنف، ووفرت مساحات آمنة للأفراد للتمكن من المضي قدماً في حياتهم. في كل من " لبنان، العراق، الأردن، تركيا".
وشددت ميلاو على أهمية وضرورة حماية وتعزيز مساحة الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى، مشيرة الى ان هذا المؤتمر هو دعوة للعمل – للتعلم، والتفكير، والتقدم معاً نحو مستقبل أفضل.