مجتمع

انتخابات طلابية رقيمة في مدرسة بالطفيلة

نجحت مديرية تربية الطفيلة في تنفيذ أول تجربة انتخابات إلكترونية لبرلمان الطلبة، لتكون نموذجًا رائدًا في دمج التكنولوجيا بالعملية التربوية، حيث شهدت مدرسة الأمير حسن الثانوية للبنين انطلاق هذه التجربة التي لاقت إشادة طلابية واسعة.
واستهدفت هذه الخطوة تمكين الطلبة وتعزيز دورهم في صنع القرار المدرسي بأسلوب عصري، مستفيدة من التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، وفق مدير تربية الطفيلة عمران اللصاصمة.
وأضاف اللصاصمة إلى «الرأي» أن الفريق المشرف عن الإنتخابات بدأ بالتخطيط لهذه التجربة مع انطلاق الفصل الدراسي، حيث عمل فريق من المعلمين والإداريين على تصميم نظام إلكتروني شفاف وسهل، يتيح للطلبة التصويت بسهولة وأمان، مع ضمان نزاهة العملية الانتخابية.
وأكد على أن هذه التجربة تمثل نقلة نوعية في العملية التربوية، حيث تسعى مديرية التربية إلى تعزيز الوعي الديمقراطي لدى الطلبة من خلال أدوات تكنولوجية حديثة، مشيرًا إلى أن نجاح الانتخابات الإلكترونية يعكس التزام الطفيلة بمواكبة التحول الرقمي في التعليم، وأن المديرية تسعى لتوسيع التجربة لتشمل مدارس أخرى، مع التركيز على تدريب المعلمين والطلبة على استخدام التقنيات الحديثة في إدارة العمليات الانتخابية، معربا عن فخره بالجهود التي بذلها الفريق التربوي والطلبة في إنجاح هذا المشروع.
من جهتهم، أبدى الطلبة ارتياحًا كبيرًا للتجربة، حيث قال الطالب محمد المرافي، إن التصويت الإلكتروني جعله يشعر بمسؤولية أكبر تجاه اختيار ممثليه، مشيدًا بسهولة النظام وسرعة إعلان النتائج، وأن هذه التجربة شجعته على اقتراح مبادرات لتحسين الأنشطة المدرسية.
وأشار مدير المدرسة الدكتور كمال الرواجفة أن التجربة استهدفت أحد الصفوف، حيث أجريت عملية انتخابية كاملة تضمنت كشفًا بأسماء الطلبة، مع إدخال الرقم الوطني كرقم تعريفي لضمان عدم تكرار الأصوات، عبر برمجية محكمة تضمن نزاهة العملية، بحيث تختار من كل صف طالبين فقط كفائزين، مع إصدار نتائج فورية توضح أسماء الفائزين، والطلبة الذين صوتوا ومن لم يصوت، حيث استغرقت العملية ساعة واحدة فقط، مقارنة بالانتخابات التقليدية التي قد تستغرق يومًا كاملاً، مما يعزز كفاءة الوقت.
وأشار أن إعداد النظام الإلكتروني استغرق شهورًا من الجهد، تضمنت تصميم واجهة مستخدم بسيطة، تتيح للطلبة تسجيل أصواتهم عبر أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية، مع توفير آليات حماية متقدمة لمنع التلاعب بالنتائج، وشارك في العملية أكثر من 400 طالب من مختلف المراحل الدراسية، حيث أظهرت الإحصاءات نسبة مشاركة تجاوزت 85%، وهي مؤشر على حماس الطلبة لهذه التجربة الجديدة.
وأضاف أن الفكرة بدأت بمبادرة من طالبين في المدرسة وبدعم من أحد الأساتذة المختصين في علم الحاسوب من جامعة الطفيلة التقنية، الذين عملوا على مخطط أولي لمدة خمسة أشهر، حتى تبلورت في تجربة انتخابية ناجحة.
وتكتسب هذه التجربة أهمية خاصة في سياق سعي الأردن لتعزيز الثقافة الديمقراطية بين الشباب، حيث يرى مراقبون أن دمج التكنولوجيا في العمليات الانتخابية المدرسية يساعد في إعداد جيل واعٍ بمبادئ المواطنة، وقادر على التفاعل مع التحديات المستقبلية.
ومع هذا النجاح اللافت في الطفيلة؛ يبرز تساؤل حول إمكانية أن تشكل هذه التجربة الرائدة انطلاقة لتطبيقها وتعميمها على مستوى الأردن.