عربي ودولي

غزة: 85% من منشآت المياه والصرف الصحي تعرضت لأضرار جسيمة

٢٣ شهيدا في القطاع 

استشهد ٢٣ فلسطينيًا وأصيب 124 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مختلف مناطق القطاع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، امس؛ ان مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ 24 الماضية ٢٣ شهيدًا، بينهم شهيد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، إلى جانب 81 إصابة جديدة من الطيران الحربي والمسيرة ومن مدفعية القوارب الحربية الإسرائيلية التي تستهدف الصيادين على شواطئ القطاع المحاصر والذي يتعرض سكانه للإبادة منذ ١٩ شهراً. 
وفجر امس، استشهد 10 فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف ثلاث خيام للنازحين غرب خانيونس جنوبي القطاع.
وصعدت القوات الإسرائيلية من هجماتها، حيث فتحت نيران طائرات كواد كابتر على حي التفاح شرق مدينة غزة، واستهدفت بقصف مدفعي شمال النصيرات وسط القطاع. كما تعرضت بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس لإطلاق نار مكثف، بالتوازي مع قصف مدفعي شرقي غزة. وفي شمال القطاع، أُطلقت نيران من الآليات الإسرائيلية غرب بيت لاهيا، بينما استهدفت طائرات مسيرة نازحين في منطقة ارميضة شرق بني سهيلا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، امس، إن 1500 مواطنا في قطاع غزة فقدوا نعمة البصر نتيجة الصواريخ والقذائف الفتاكة التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاقها منذ 17 شهرًا ضمن حرب الإبادة الجماعية على القطاع.
وأوضح مدير مستشفى العيون في غزة، د. عبد السلام صباح، أن نحو 4000 شخص آخرين مهددون بفقدان البصر في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأشار إلى عجز خطير في الأجهزة والمستهلكات الخاصة بجراحات العيون، مما يهدد بانهيار شبه كامل للخدمات الجراحية، خاصة فيما يتعلق بأمراض الشبكية والنزيف الداخلي واعتلال الشبكية الناتج عن السكري.
ولفت صباح إلى أن المستشفى لا يمتلك حاليا سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تُستخدم بشكل متكرر، ما يزيد من خطر تفاقم الحالات ويقلل فرص إنقاذ المرضى، محذرًا من أن بعض المواد الضرورية مثل الهيليوم والخيوط الدقيقة أوشكت على النفاد، الأمر الذي يهدد بتوقف العمليات الجراحية بشكل تام ما لم يُتدخل بشكل عاجل.
وفي السياق ذاته، حذر رئيس مستشفى «النصر–الرنتيسي» للأطفال، د. جميل سليمان، من تدهور خطير في الوضع الصحي للأطفال، نتيجة الحصار المشدد ومنع دخول المواد الغذائية والطبية. وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد ارتفاعا كبيرا في وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد، ونقص الأطعمة الأساسية مثل الحليب والبروتينات، مما يؤدي إلى إصابتهم بالأنيميا ونقص الأملاح والمعادن، ويعرضهم لمضاعفات خطيرة تهدد نموهم الجسدي والعقلي.
من جانبها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من التداعيات الكارثية لاستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى أن الحصار دخل أسبوعه التاسع وسط منع تام لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية.
وقالت الوكالة، في بيان نشر عبر منصة «أكس»، إن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات جاهزة للدخول إلى القطاع، وإن طواقمها مستعدة لتوسيع عمليات الإغاثة فور السماح بذلك.
وأكد المستشار الإعلامي لـ'أونروا»، عدنان أبو حسنة، أن غزة باتت في مرحلة «ما بعد الكارثة»، مع انهيار شامل لمقومات الحياة، واستمرار الجوع والحرمان دون أفق لأي حلول.
ومنذ الثاني من آذار الماضي، تواصل سلطات الاحتلال تشديد الحصار المفروض على غزة، عبر منع دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود، ما فاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بينهم أكثر من مليون طفل. وقد أُصيب نحو 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد، ونقلوا إلى مستشفيات ومراكز طبية مدمّرة أو شبه معطّلة.
كما حذرت منظمة «يونيسف» من أن جميع الأطفال دون سن الخامسة في غزة، وعددهم نحو 335 ألف طفل، أصبحوا على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد، بينما أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية ارتفع بنسبة 80% مقارنة بشهر آذار الماضي.
يذكر أن جيش الاحتلال دأب منذ بداية الحرب في السابع من تشرين اول 2023 على تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة، عبر قصف المستشفيات ومحاصرتها واقتحامها، وقتل الكوادر الطبية والنازحين داخلها، واعتقال آخرين، فضلا عن منعه إدخال الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المرافق الصحية، مما أدى إلى انهيار شبه تام للنظام الصحي في القطاع.
وبثت كتائب القسام مشهدا لأسيرين إسرائيليين لديها على قيد الحياة، إذ عرف أحدهما عن نفسه بأنه الأسير رقم 21 وإلى جانبه الأسير رقم 22 وهو في «حالة نفسية وصحية سيئة'؛ حسبما قال، فيما طالب الحكومة الإسرائيلية بوقف الحرب وإطلاق سراحهم بشكل فوري.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، إصابة سبعة جنود وضابطين بجروح جراء انفجار لغم أرضي شمالي قطاع غزة، خلال عملية تمشيط في حي الشجاعية. وأفاد بأن المصابين ينتمون إلى «لواء القدس»، وقد وقع الانفجار أثناء تقدم القوات في مهمة ميدانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، امس، عن إنهاء لواء المظليين مهمته في الجبهة الشمالية، بعد خمسة أشهر من النشاط العملياتي في منطقة الجولان المحتل وداخل الأراضي السورية، استعدادًا للانضمام إلى العمليات البرية في قطاع غزة ضمن «الفرقة 98»، في إطار خطة توسيع الحرب.
وقال الجيش إن لواء المظليين نفذ خلال هذه الفترة «عشرات المداهمات على مواقع عسكرية سورية»، أسفرت عن «مصادرة وتدمير مئات الوسائل القتالية»، على حد تعبيره.وأضاف أنه سيتم استبدال المظليين خلال الأيام المقبلة بقوات احتياط ستواصل الأنشطة العسكرية العدوانية في سورية.
وحذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقالت سلطة المياه إن تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية.
وأشارت إلى أن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80%.
وأكدت انخفاض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ.
وقالت: إن تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها، يهدد بتفشي الأمراض في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة وغير صالحة للشرب.وشددت على أن هذه السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي.
وطالب المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، إلى جانب دعم جهود الحكومة الفلسطينية في التدخلات الطارئة وخطط التعافي.
ودعا المجتمع الدولي إلى الوقف الفوري للعدوان وإنهاء الممارسات المنهجية للاحتلال، ورفع الحصار لتمكين إدخال مستلزمات المياه والصرف الصحي، وتوفير الحماية العاجلة للعاملين في قطاع المياه.