أيام على بدء أعمال القمة العربية في بغداد، قمة تأتي بعد أيام من زيارة ترامب للمنطقة وفي ظل استمرار العدوان على غزة واستمرار الملفات المفتوحة دون حسم في سوريا والسودان ودول عربية أخرى.
قمة بغداد مهمة للعراق البلد المستضيف الذي يريدها رسالة بأن الدولة العراقية قادرة أمنيا وسياسيا على تنظيم القمة، وهي مناسبة للعراق ليقول إنه بلد آمن لاستقبال قادة العرب بشكل طبيعي وهذا مهم لدولة عانت وتعاني من حالة عدم استقرار أمني وتداخلات سياسية منذ عام 2003.
والقمة مهمة في أحد تفاصيلها التي ستجلب أنظار الإعلام وهي حضور أحمد الشرع الرئيس السوري في ظل جدل عراقي داخلي ومواقف متشددة من بعض القوى العراقية تجاه حضور الشرع باعتباره كان من قادة التنظيمات المتطرفة التي عملت في العراق، فالعراق لا يمكنه الا دعوة الشرع وقد قام بدعوته لكن غياب الشرع قسرا قد يترك أثرا مباشرا على مستوى تمثيل بعض الدول وأيضا على صورة الدولة العراقية بعدم قدرتها على ضمان مشاركة قائد عربي.
والقمة ستفقد بعض بريقها فيما يخص غزة لأن زيارة ترامب للمنطقة هذا الأسبوع ستكشف الجديد في هذا الملف الذي مر على عدة قمم عربية لكن دون جديد وحتى الخطة العربية التي تم اعتمادها في قمة القاهرة قبل شهرين لم تجد طريقا للتنفيذ فمن يملك مقاليد الحرب على غزة ونتنياهو وواشنطن لم يوافقا بعد على إنهاء الحرب التي تزداد ضراوة.
قمة ستكون مهمة اذا أسفرت زيارة ترامب عن مسار لإنهاء حرب غزة أو بناء مسار سياسي للقضية الفلسطينية لكن ان لم يحدث هذا فإن نتائج القمة لن تكون منتظرة من أي طرف على صعيد ملف غزة والقضية الفلسطينية.
كل الأنظار ستكون خلال هذا الإسبوع على السعودية حيث زيارة ترامب فاما ان تعطي هذا الزيارة زخما للقمة وأما ان تفقدها أي دور فيما يتعلق بغزة.
ولأن المسافة الزمنية بين قمتي القاهرة وبغداد لن تتجاوز سبعين يوماً لم يحدث فيها تطور ملموس فيما يتعلق بملفات القمة وخاصة غزة فإن قمة بغداد ستكون التزاما عربيا بالانعقاد الدوري للقمم لكن المضامين لن تكون مختلفة.
مهم للعراق أن ينظم قمة عربية ناجحة أمنيا وسياسيا لكن مستوى الحضور من القادة مهم ليحقق العراق هدفه من عقد القمة.