لندن - الرأي
خلافًا للتوقعات الشائعة، أظهرت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية أن الشباب البريطاني هم الفئة الأكثر تشككًا في استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية.
وبحسب بيانات قدمتها ، الباحثة في مؤسسة ( (Health Foundation، نيل ثورنتون خلال مؤتمر عقدته الكلية الملكية للأشعة في لندن، فإن 23% فقط من الشباب بين 16 و24 عامًا يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية، وهي النسبة الأدنى بين جميع الفئات العمرية الأخرى.
في المقابل، أبدى الجمهور العام دعمًا نسبيًا لفكرة دمج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، إذ أيد 54% من المشاركين استخدامه في علاج المرضى، بينما أظهر 76% من موظفي هيئة الخدمات الصحية البريطانية تأييدًا أكبر، خصوصًا عند استخدام التكنولوجيا في المهام الإدارية مثل تنسيق المواعيد.
إلا أن هذا الدعم تراجع بشكل واضح عندما طُرح سيناريو غياب الإشراف البشري على قرارات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس قلقًا واسعًا من تأثير التكنولوجيا على التواصل الإنساني داخل النظام الصحي.
والنساء أيضًا كن أقل دعمًا من الرجال، إذ بلغت نسبة المؤيدات لاستخدام الذكاء الاصطناعي 48% مقارنة بـ61% بين الرجال، في دلالة على وجود فجوة في الثقة حول دقة وأمان هذه التكنولوجيا بين الجنسين.
أما الأشخاص فوق سن الخامسة والستين، فقد أكدوا أهمية إعلامهم بأي استخدام للذكاء الاصطناعي في رعايتهم الطبية، حتى في الإجراءات البسيطة مثل خطابات المواعيد.
استشارية أشعة الأطفال في مستشفى "غريت أورموند ستريت" في لندن، الدكتورة سوزان شيلمردين، أكدت أن الشباب رغم ارتباطهم القوي بالتكنولوجيا، يعبرون عن مخاوف أكثر عمقًا بشأن استخدام بياناتهم، خاصة فيما يتعلق بالمعلومات الشخصية الحساسة مثل الصحة الجنسية أو بيانات الأجهزة القابلة للارتداء.
وأشارت إلى تجربة بحثية قامت بها شملت أطفالًا وأولياء أمور لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي للكشف عن الكسور في صور الأشعة، حيث أظهرت النتائج أن الأولوية لدى الأطفال كانت للدقة والسلامة وليس السرعة، كما فضلوا أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليس بديلاً عن الأطباء.
وفي كلمته خلال المؤتمر، انتقد رئيس منظمة "Use My Data"، ريتشارد ستيفنز، الفرضيات التي تفترض جهل المرضى بالتكنولوجيا، مؤكدًا أن الجميع يستخدم أدوات ذكاء اصطناعي يوميًا.
ودعا إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي في تحسين التواصل الطبي، معتبرًا أن صياغة الخطابات والمراسلات عبر تقنيات AI قد تجعلها أكثر وضوحًا وإنسانية.
كما أشار إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تسريع التشخيص وتحليل المخاطر، لكنه شدد على ضرورة تسريع عمليات الوصول إلى البيانات وتجاوز البيروقراطية التي تعيق تطور هذه التكنولوجيا.