الأردن ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة يواصل جهوده الانسانية في الاغاثة والدعم بمسؤولية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي دعا العالم إلى تحرك فوري لوقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية وحماية المدنيين.
هذا التحرك لم يكن استثنائيا، بل امتداد لدور تاريخي راسخ لم يتغير،رغم تبدل الظروف واختلاف الحسابات فقد بقي الموقف الاردني الاصدق والاقرب للفلسطينيين، ويواصل أداء واجبه الإنساني والقومي تجاه الشعب الفلسطيني، بعيدا عن المزايدات السياسية والشعارات الجوفاء.
وقال الخبير والباحث الامني الفريق الركن المتقاعد علي سلامة الخالدي، برغم كل هذه الجهود، لم يسلم الأردن من أصوات تحترف المزايدة وتقتات على التشكيك. أصوات تهاجم كل ما هو وعقلاني وصادق، وتتهم كل من يعمل دون ضجيج بأنه متخاذل أو منتفع.
واضاف لكن الحقيقة أن هذه الأصوات لم تبن مستشفى في غزة، ولم ترسل قافلة، ولم تتحرك إلا في الاساءة والاتهام للمواقف الشجاعة للاردن.
وقال إن المواقف لا تقاس بنشر الاكاذيب والافتراءات، بل بالأفعال ومن أراد التقييم، فليزن بالأرقام، وبالشهداء الأردنيين الذين ارتقوا على ثرى فلسطين، وبالمواقف الدبلوماسية التي واجهت العواصف، لا باللافتات والشعارات الخادعة.
وتابع الأردن ليس طرفا ثانويا في دعم الاشقاء في غزة بل كان ولازال عمودا من أعمدة الدعم الصادقة ووقف العدوان وتقديم المساعدة، مشيرا الى أن المزايدين مهما علت أصواتهم، لن يمحوا تاريخا من العطاء، حمل معه كل اشكال الدعم والاسناد.
واضاف من لا يعرف قيمة الأردن، فليعد إلى خرائط الدم، والكرامة، والمواقف الصادقة للاردنيين وقيادتهم الهاشمية، وسيرى، وماذا قدموا وماذا بذلوا، لافتا الى أن الدور الأردني كان دائما عنوانا للنبل السياسي والالتزام الإنساني، بعيدا عن الصفقات والمزايدات وانه لم يتأخر لحظة عن أداء واجبه تجاه الشعب الفلسطيني، رغم التحديات السياسية والاقتصادية كان تحرك الأردن بحكمة القيادة وعمق الأخوة.
الباحث المختص قضايا الجرائم الدكتور خالد الجبول، قال أن المزايدة ولصق التهم في الأردن باتت محاولات مكشوفة من قبل جماعات تحاول النيل من الموقف الأردني من خلال ادعاءات لا تصمد أمام حقيقية الواقع، مثل اتهام الأردن بالمتاجرة أو السعي لمكاسب مقابل مرور المساعدات لغزة، لافتا أن الذي يفند كل هذه الروايات الزائفه أن الأردن لا يدعم غزة من باب الاستعراض، بل من باب الواجب ولذلك، فإن كل حملات المزايدة لن تنال من قناعة الأردنيين، ولا من احترام العالم لدور الأردن النزيه والراسخ.
وقال ان المزايدات على الموقف الاردني ستبقى أصواتا عابرة،وأن الأفعال الأردنية هي الشاهدة على أن هذا البلد لم يتخلف يوما عن نصرة الحق، ولا عن مد يد العون حين تقاعس الآخرون، مشيرا الى أن المزايدة على الأردن ليست جديدة، لكنها مكشوفة ومرفوضة من الجميع، الذي يعرف من يُمول، ومن يصرح ويكيل كل هذه التهم ضد الاردن ومواقفه الشجاعة.