الأردن دولة عربية مسلمة وقفت وتقف دوماً مع القضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية وشواهد التاريخ ماثلة أمام الجميع وذات مصداقية عالية على المستوى الاقليمي والدولي، والدولية، وهو مُستهدف: في كل مفصل من مفاصل الأحداث الجارية، وهو مُستهدف من العدو الصهيوني لمواقفه الثابتة تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومُستهدف من عديد الأعداء في الداخل والخارج وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الاخيرة.
الأردن نخله باسق لعنان السماء، وزيتونه مُتجذر في عمق الأرض عبر التاريخ الانساني، وشعبه صاحب انتماء وولاء حقيقيين واثبتت الأزمات ذلك عبر ما يزيد عن مائة عام، فهو حريص على الدفاع عن نفسه مهما كانت التهديدات او الظروف مهما كان مصدرها ودور الدولة واضح في تحقيق الأمن والدور الفعّال للمؤسسات الوطنية والاعتماد على الذات في تحقيق الأهداف، فالدولة الأردنية ليست ضد الدين، فدين الدولة هو الاسلام وهذا نص دستوري، وتستمد الشرعية الدينية من ارتباط الأسرة الهاشمية بالرسول الكريم. ويمثل عبدالله ابن الحسين الحفيد السابع والأربعون للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، والمملكة الأردنية تحظى بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، والشعب الأردني بجله مُحافظ ومُتدين، فالدولة ونظامها السياسي مع الدين والحفاظ على التدين المُعتدل الباحث عن الاصلاح ولا افراط فيه، فالدولة ضد جماعة خرجت على القانون وبقرار قضائي لأن الدولة تملك حق الاكراه المشروع ولديها القدرة التنظيمية الكاملة في فرض القانون على كل الافراد والجماعات للحفاظ على النظام العام والذي يعني في المفهوم القانوني الأمن، والطمأنينة والسكينة والصحة العامة وهذا دور الدولة في حماية أمن المواطن، وسبل عيشه وتحركه.
إن الأردن يسعى دوماً لخلق حالة الانسجام الاجتماعي بين كل المكونات لأن الهدف هو بناء استقرار سياسي حقيقي على الأرض، ويمتلك قدرة فائقة في سياسات التكيف مع المُتغيرات المُتسارعة ويسير بخطى ثابتة نحو تحديث سياسي، واقتصادي شامل يشارك الجميع فيه في فعالية، وان التحديث مُتدرج ومُنضبط بدلاً من التحديث المُتسرع بل هو مدروس ومتسق مع الحالة الوطنية في بناء الأحزاب السياسية الملتزمة بالقانون والقواعد الدستورية.
المعارضة يجب ان تنطوي على احترام كامل للنظام السياسي والدستور فالمعارضة المطلوبة هي المسؤولة والهادفة للاصلاح ولا مجال للمعارضة من أجل المعارضة او حتى التغيير المخالف للدستور والمكونات الاجتماعية ونسق القيم الاجتماعية السائدة.
وعليه فانه يجب ان يفهم ان الدولة بمكوناتها ومؤسساتها ورموزها تحترم الدين وتقدره وليست ضده انما هي ضد اي تنظيم يستخدم الدين لاغراض سياسية أو تخريبية تهدد الأمن والاستقرار، هذا جانب والجانب الآخر هو الاستهداف من الداخل او الخارج ونشر معلومات كاذبة هدفها تقليص الثقة بالمؤسسات وتشويه صورة الدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي واعتاد الأردن على ذلك منذ زمن طويل، لكن يا جبل ما يهزك ريح.