قال مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، إن موقعا خارجيا نشر مادة صحافية لا مصادر فيها ولا رقم واحدا موثقا عن المساعدات التي كانت تصل إلى قطاع غزة من الأردن، وخلت من التوازن والمصداقية والحياد.
وأضاف في تقرير له نشره اليوم الجمعة، أنه عاد إلى المادة المنشورة، وأخضعها للمعايير المهنية والأخلاقية التي تحكم عمل وسائل الإعلام خلال القيام بهذا النوع من التغطيات، وتبين إنها مادة إنشائية تحمل لغة اتهامية واحدة وتفتقر لأدبيات الصحافة وتنتهك كل مواثيق الشرف الصحفية التي من أبرز شروطها تقديم كل وجهات النظر بعيدا عن تضليل الجمهور.
وبين، أن المادة الصحفية بنيت كلها بما يقارب 700 كلمة على مصادر مجهولة لا أساس لوجودها، وهذا يخالف مبدأ مهما بوجوب عدم اعتماد المادة على مصادر مجهولة، خصوصا أنها لم تقترن بأي وثيقة تدعم هذه الأقوال، عدا عن أن عمليات الإنزال الجوي شارك في عدد كبير منها دول عربية وأوروبية، وبالتالي فإن هذه العمليات كانت معروفة ومعلنة على نطاق واسع، فكيف لم ينجح هذا الموقع بالحصول على مصدر واحد معلوم.
وأشار، إلى أن المادة المنشورة على الموقع الأجنبي استخدم مفردات مثل: علم، وتحدث إلى مصادر، ونسب إليها حديثا مليئا بالأحكام والتعميمات حول أن الأردن أخذ أموالا مقابل هذا العمل، وأن هذه الأموال ليست أجورا للنقل بل أرباحا، وهذا حكم وتعميم من واجب الصحافة أن تلتزم بأدبيات الصحافة وأن لا تنشره إلا على لسان مصادر معلومة على الأقل إن لم نقل موثوقة.
ولفت إلى أن المادة المنشورة لا تعد من المواد التي من شأنها أن تهدد حياة المصادر المفترضة التي نقلت هذه المعلومة، خصوصا أن الأطراف الوسيطة، هي منظمات إغاثية دولية وشريكة للأردن ويصل عددها إلى نحو 80 شريكا ولديها المصداقية للإدلاء بأي معلومات تقع ضمن مسؤولياتها، هذا فضلا عن أن التنسيق لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة كان معلنا من خلال الأردن عبر مصر والاحتلال الإسرائيلي، في نطاق المساعدات الإنسانية التي تكفله القوانين الدولية لإغاثة المدنيين في مناطق الصراع والحروب.
ونوه إلى أنه وبتحليل مادة الموقع المنشورة، تبين أن معلومات كهذه تستحق أن يتم التريث بنشرها لحين الحصول على رد مباشر من الجهات التي شاركت في العملية منذ أن بدأت قبل نحو 500 يوم، لكن الموقع نشرها، ودافع عن فكرة واحدة، هي أن الأردن تكسب من المساعدات على غزة، وهذا يدخل الموقع وسياسته التحريرية في باب عدم الحياد، وانعدام الموضوعية، وغياب التوازن الذي يجعل من هذا التقرير مادة إنشائية نسجها كاتبها من وحي الخيال أو نقلها عن مصادر غير موثوقة لم يجرؤ على الإفصاح عن اسمها.
وقال أكيد، إن الموقع لم يكلف نفسه بالعودة إلى موقع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي تنشر كل التفاصيل ذات الصلة بالدعم متعدد الأشكال الذي يقدمه الأردن لقطاع غزة، أو الاتصال مباشرة بالهيئة وإعلام الجمهور بردها.
كما أشار المرصد إلى أن المادة التي نشرها الموقع الأجنبي انتهكت أبجديات الصحافة، وحاولت تضليل جمهور المتلقين وفرض ضحية السياسات التحريرية التي تعكس إيديولوجيات ومصالح جهات مستفيدة من نشر أرقام ومعلومات زائفة بعد مرور أكثر من 500 يوم على انتظام المساعدات الأردنية إلى قطاع غزة.