في مشهد غير مألوف داخل أروقة القضاء، عاد كريس بيلكي، الذي قُتل على الطريق في ولاية أريزونا الأمريكية قبل ثلاث سنوات، ليتحدث بصوته عن الحادثة التي أودت بحياته، وذلك بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
عائلة بيلكي استخدمت التكنولوجيا المتطورة لإعادة إحياء ذكراه في مقطع فيديو عُرض خلال جلسة النطق بالحكم على قاتله، غابرييل هوركاسيتاس، الذي أُدين بارتكاب الجريمة، حيث أتاح الفيديو، الذي جرى تصميمه باستخدام تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو وصور لكريس، فرصة "التحدث" أمام المحكمة ورواية ما حدث له.
احذر فخ "مرحباً أمي".. خدعة واتساب المرعبة بتقنية الذكاء الاصطناعي - موقع 24
وسط تزايد الاعتماد على تطبيق واتساب كوسيلة رئيسية للتواصل بين أفراد العائلة، أطلق خبراء الأمن السيبراني في المملكة المتحدة، تحذيراً شديد اللهجة بشأن خدعة إلكترونية جديدة بدأت تنتشر بسرعة منذ مطلع عام 2025، تسببت في سرقة نحو نصف مليون جنيه إسترليني حتى الآن.
وفي نهاية الفيديو، قال بيلكي لقاتله: "إلى غابرييل هوركاسيتاس، من المؤسف أننا التقينا في تلك الظروف.. في حياة أخرى ربما كنا سنصبح أصدقاء". ثم استطرد: "لكنني أؤمن بالتسامح والغفران، كنت دائماً كذلك وما زلت".
وبحسب تقرير BBC، لاقى هذا الاستخدام غير المسبوق للتقنية تفاعلاً لافتاً في المحكمة، حيث عبّر القاضي تود لانغ عن تقديره لما رآه من تسامح في كلمات بيلكي، قائلاً: "أحببت هذا الذكاء الاصطناعي، شكراً لكم على ذلك.. على الرغم من غضبكم وحزنكم، وهو شعور له تبريره، سمعت عبارات التسامح بنفسي، وشعرت أن ذلك كان صادقاً".
وفي سياق القضية، حكمت المحكمة على هوركاسيتاس، الذي أُدين بقتل بيلكي عند إشارة مرور في أريزونا، بالسجن عشر سنوات ونصف بتهمة القتل غير العمد.
وبينما يرى بعض الخبراء، مثل القاضي الفيدرالي المتقاعد بول جريم، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الحالة كان متوقعاً، نظراً لأن محاكم أريزونا بدأت بالفعل في توظيف التقنية لتبسيط أحكام المحكمة العليا، فيما حذر آخرون من مأزق أخلاقي قد يرافق هذا الاستخدام.
أما ديريك ليبين، أستاذ أخلاقيات الأعمال في جامعة كارنيجي ميلون، فأشار إلى أن التقنية قد لا تعكس دائماً رغبات الضحية بدقة، متسائلاً: "هل سنحصل دائماً على توافق مع ما كان يريده الضحية في هذه الحالة؟! من يضمن ذلك؟".
من جانبها، أوضحت ستايسي ويلز، شقيقة بيلكي، أن الأسرة تعاملت مع هذه التقنية بأخلاقيات ومبادئ واضحة، ووصفت تلك الأداة بأنها قوية مثل المطرقة التي يمكن استخدامها لكسر نافذة أو بناء منزل، بحسب تعبيرها.