لا شيء يفسر الحملة الممنهجة التي تشنها بعض المنصات الإعلامية والسوشل ميديا المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في الخارج ضد الأردن، سوى أنها محاولة يائسة لإرباك المشهد والنيل من موقف أردني ثابت ومشرف تجاه القضية الفلسطينية، وتحديدا تجاه غزة، فماذا يريدون ؟ وماذا علينا أن نفعل لصدها؟.
منذ أن اتخذت الدولة قرارها السيادي بوضع جماعة الإخوان خارج الشرعية القانونية وحضرها، حتى بدأ "الذباب الإلكتروني" التابع للجماعة وأبواقها الإعلامية في الداخل والخارج، بشن هجمات تضليل وتشويه، طالت كل ما يتعلق بالدور الأردني الإنساني والدبلوماسي، ولعل اخر فصول هذه الهجمة وليس اخرها اتهامات باطلة تدعي أن الأردن يحقق مكاسب مالية من المساعدات التي يرسلها لغزة للاسف.
هم لا يعرفون ويجهلون أن هذه الاتهامات لا تصمد أمام الواقع والحقائق التي من الصعب جدا أن تطمس أو تحرف، فالأردن دولة محدودة الموارد والامكانيات ومع ذلك كانت أول من فتح ذراعيه لإغاثة أهلنا في غزة، عبر مئات الشحنات والطلعات الجوية والمستشفيات الميدانية، التي وصلت إلى القطاع محملة بروح التكافل العربي والاسلامي، لا منة فيها ولا مقابل.
منذ اندلاع العدوان على غزة لم تتوقف الجهود الأردنية لحظة شعبيا ورسميا وبقيادة جلالة الملك الذي شارك شخصيا بالاشراف عل إيصال المساعدات اولا باول، مع الاستمرار وبجهود دبلوماسية على حث المجتمع الدولي كما حدث في مؤتمر البحر الميت على دعم غزة ودعم الجهود الأردنية في إيصال المساعدات، إدراكا منا لحجم التحديات واستشعارا لمسؤوليتنا القومية والانسانية.
ولان المواقف الكبيرة تزعج أصحاب الأجندات الصغيرة، جاءت هذه الحملة الأخيرة محاولة بائسة لتقويض الثقة في الموقف الأردني، ولزعزعة الوحدة الداخلية عبر بث الشكوك واستهداف الرموز الوطنية والمبادرات الإنسانية والأغاثية التي نقوم بها، غير أن الأردن الذي وقف إلى جانب فلسطين حين تخلّى كثيرون عنه، لم تؤثر فيه أصوات النشاز من قبل من اعتادوا العيش في فراغات الأزمات والركوب على مواجهتها لأهداف تخدم اجنداتهم.
خلاصة القول، لا يمكن فصل هذه الهجمة عن مساعي الإخوان وأنصارهم وذبابهم ومرتزقتهم للنيل من استقرار الأردن ومكانته الإقليمية والقومية تجاه غزة وفلسطين، عبر حملات تشويه وتحريض تستهدف وحدة الصف الداخلي والثقة بالدور الوطني الأردني، الأمر الذي يتطلب منا جميعا وعي وطني بمخاطر هذه الحملات، وإدراك أن ما يثار ليس سوى فصول من هجمة مرتدة خاسرة، لن تنال من عزيمة الأردنيين ولا من موقفهم التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.