وقّعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الأردن، ووزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية، مشروعين لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي في الأردن، إذ يمثلان استثمارًا كبيرًا في مستقبل الزراعة الأردنية.
ويُركز المشروع الأول "حفظ وتحسين الجينات الوراثية لأصناف اللوز المحلية في الأردن من أجل التنمية الزراعية المستدامة"، على الحفاظ على التراث الزراعي في الأردن وسيجري تنفيذه بالشراكة مع المركز الوطني للبحوث الزراعية ومؤسسات بحثية أخرى، حيث سيقوم بتوثيق وتحليل وحفظ تراث اللوز القيم في الأردن، بما في ذلك الأنواع البرية، والتي يهددها تغير المناخ والتحديث الزراعي ونقص المعلومات الوراثية الشاملة.
وسيتضمن هذا العمل دراسة وراثية ومورفولوجية مفصلة، وتطوير استراتيجيات الحفظ، وإنشاء أصناف جديدة ذات سمات مرغوبة، مما يعزز في نهاية المطاف التنوع الجيني والمرونة في القطاع الزراعي الأردني.
ويهدف المشروع الثاني،"تعزيز القطاع الزراعي في الأردن من خلال تعزيز القدرات والوصول إلى الأسواق"، إلى تحسين الأمن الغذائي وسبل عيش المجتمعات الريفية من خلال دعم المزارعين في تبني ممارسات الزراعة المستدامة، وزيادة الإنتاجية، وتحسين الوصول إلى الأسواق.
وستشمل الأنشطة تزويد المزارعين بالأدوات والتدريب اللازمين، وتسهيل الحوار بين القطاعين العام والخاص، وخلق نقاط دخول محسّنة للسوق من خلال مبادرات، مثل المعارض الزراعية. وسيعالج هذا المشروع التحديات التي تفاقمت بسبب ندرة المياه، وارتفاع معدلات البطالة، والأزمات العالمية، والاستجابة بشكل مباشر لاحتياجات الحكومة الأردنية والرؤية الملكية لتعزيز الأمن الغذائي.
ووقّع وزير الزراعة وممثل منظمة الأغذية والزراعة اتفاقية إضافية لتعزيز مهارات المزارعين في مجال الممارسات الزراعية الذكية في مواجهة التغير المناخي للمزارعين في محافظات، مادبا والكرك والطفيلة ومعان.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيجري إنشاء 16 مدرسة حقلية للمزارعين، وتحديد المعدات اللازمة لتنفيذ عدد إضافي من المدارس الحقلية لاحقًا لزيادة قدرة المزارعين على التكيف مع المناخ.
ويأتي هذا الاتفاق في إطار مشروع "بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة" الممول من صندوق المناخ الأخضر، والذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين- وزارات الزراعة، والمياه والري، والبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأكد الحنيفات، أهمية هذه المبادرات في تعزيز القطاع الزراعي الأردني، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع ستساعد المزارعين والباحثين والمؤسسات على تبني مناهج مبتكرة ومستدامة لإنتاج وتوزيع الغذاء.
ومن جانبه، ثمن المدير العام للمركز الوطني للبحوث الزراعية، الدكتور إبراهيم الرواشدة، ثقة منظمة الأغذية والزراعة الفاو بالذراع العلمي لوزارة الزراعة المركز الوطني للبحوث الزراعية، من خلال الشراكة الفاعلة في مشروع حفظ سلالات اللوز المحلية، والذي يعد من أول المشاريع البحثية الذي سينفذها بنك البذور الوطني بعد الإفتتاح الذي تكلل بالرعاية الملكية السامية ويعد من مشاريع رؤية التحديث الاقتصادي والخطة الوطنية للتنمية المستدامة التي تنفذها وزارة الزراعة.
وأكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة في الأردن، المهندس نبيل عساف، التزام المنظمة بتمكين المزارعين بالأدوات والمعرفة اللازمة للتكيف مع تحديات المناخ.
وقال، "إن هذه الاتفاقيات تعكس التزام الفاو الراسخ بدعم القطاع الزراعي الأردني بحلول مستدامة تعزز المرونة والإنتاجية، فمن خلال العمل معًا، يمكننا مساعدة المزارعين على تبني ممارسات ذكية مناخيًا، والحفاظ على الموارد الأساسية، وضمان مستقبل غذائي مستقر للأردن".