أكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، ورئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، كيت فوربس، أن كل اعتداء يُرتكب ضد العاملين في المجال الإنساني هو اعتداء على المجتمعات التي يخدمونها، مشددتين على أن استهدافهم يعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين والتخفيف من معاناتهم أثناء النزاعات.
وفي بيان مشترك نُشر بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أعربت سبولياريتش وفوربس عن بالغ الأسى لفقدان عدد من العاملين الإنسانيين أرواحهم في ظروف مروعة أثناء أداء مهامهم، مؤكدتين أن الغضب وحده لا يكفي، بل يجب أن يُترجم إلى تحرك فعلي.
وقالتا إن المجتمع الدولي لا يمكنه الاستمرار في غضّ الطرف عن الانتهاكات الصارخة لقواعد الحرب، لا سيما في ظل الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني، مشيرتين إلى أن هذه الاعتداءات تُقوّض القيم الإنسانية الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات.
وسلط البيان الضوء على "حادثة قتل" عدد من العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في آذار الماضي، والتي لاقت إدانة واسعة النطاق، إلا أنه أكد أن هذه المأساة ليست حالة معزولة، بل تمثل نمطا متكررا، حيث يتعرض العاملون في المجال الإنساني للاستهداف المباشر في مناطق عدة حول العالم، من غزة إلى السودان، وأوكرانيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغيرها، أثناء تأديتهم لمهامهم، سواء في قيادة سيارات الإسعاف، أو توزيع المساعدات، أو أثناء محاولتهم الوصول إلى المجتمعات الأكثر احتياجا.
وأشار البيان إلى أن عشرة من العاملين في المجال الإنساني فقدوا حياتهم بالفعل منذ بداية عام 2025، في أعقاب عام 2024، الذي اعتُبر الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين الإنسانيين، حيث قُتل 38 موظفا ومتطوعا من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وختمت سبولياريتش وفوربس بيانهما بالتشديد على مسؤولية الدول وأطراف النزاع في وقف هذا الاتجاه المقلق، من خلال حماية العاملين في المجال الإنساني، والتمسك بالقانون الدولي الإنساني، والدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة، مؤكدتين على ضرورة التحرك العاجل بدون تأخير.
