محليات > العاصمة

العناية الحثيثة للأطفال.. مقارنة مع دول متقدمة

الوهادنة يشيد بمستوى رعاية الخدج محلياً

أكد مدير الخدمات الطبية الملكية السابق وعضو اللجنة الاستشارية في مجلس السياسات الوطني الدكتور عادل الوهادنة على مشاهداته في أحد المراكز المتقدمة المعنية بالعناية الحثيثة للأطفال حيث كشفت عددا من الممارسات المثلى التي تستحق الدراسة والمقارنة مع الأردن.

وبين لـ(الرأي) أن تجربة الاطلاع على برنامج تدريب وعمل أطباء العناية الحثيثة للأطفال في مراكز متقدمة، أظهرت نقاط قوة وتحديات خاصة بالأردن، سيما عند مقارنتها بدول متقدمة.

وأشار الوهادنة إلى أنه في أحد المراكز المتقدمة يتم العمل بنظام العناية المغلقة، والذي يُظهر كفاءة أعلى في التنسيق وسرعة اتخاذ القرار مقارنةً بالنظام المفتوح، إذ تشير الدراسات إلى أن وحدات العناية المغلقة تسجل انخفاضا في معدلات الوفاة بنسبة تصل إلى 15-20% مقارنةً بالمفتوحة.

أما بخصوص آلية التحويل والتواصل بين الفرق الطبية، لفت إلى أنه يعتمد تحويل الحالات على وثائق مكتوبة توضح الأسباب الطبية بدقة، مما يقلل من حالات الجدل أو تضارب وجهات النظر بين الطبيب المحوِّل والطبيب المستقبل، وهذا الإجراء يقلص من تأخير بدء العناية بما يُقدر بـ 30-40 دقيقة في بعض الحالات مقارنة بنظام التحويل الشفهي التقليدي.

ونوه إلى أن الطبيب المستقبل يتمتع بالكفاءة العالية والجاهزية للتعامل مع الحالات المعقدة فور وصولها، ويظهر التزاما ملحوظًا بالتوصيات المتفق عليها دون تردد، وذلك يعكس بيئة عمل تعتمد على التواضع العلمي والاحترافية.

وبخصوص الإجراءات الاجتياحية، فإنها تُنفّذ وفق الوهادنة باستخدام أدوات متخصصة تسهّل الإجراء، وتقلل من وقت التنفيذ بنسبة تُقدّر بـ 25%، ما ينعكس إيجابيًا على استقرار الحالة السريرية.

ولاحظ أن المتدربين بالمشاهدة فقط (Observers) لا يشاركون بفاعلية في سير العمل، بل يتم نسيانهم في ظل ضغط العمل، على عكس المتدربين المستوفين لشروط البرنامج والذين يساهمون بفاعلية ضمن الفريق العلاجي.

وفيما يتعلق بالبروتوكولات والتوافق في اتخاذ القرار، اعتبر ان القرارات المفصلية والمتابعات تحكمها بروتوكولات واضحة، ويُترك مجال للاجتهاد ضمن أطر توافقية، ما يعزز الأمان الطبي ويقلل من التباين الفردي في اتخاذ القرار.

وأكد الوهادنة أن الممرضة المسؤولة تتمتع بصلاحيات موسعة وخبرة عالية، مما يُسهم في تحقيق انسيابية واضحة في سير العمل، حيث يُلاحظ أن بعض الإجراءات تُنفّذ بسلطة مباشرة من الممرضة، بما يُعادل ما يقوم به الأطباء في بعض المؤسسات الأخرى.

ويشكّل وجود الصيدلي السريري عنصرًا فعالًا كما ذكر، حيث تسهم مراجعته للعلاجات الدوائية في تقليل الأخطاء الدوائية بنسبة تصل إلى 40%، مما يعزز سلامة المرضى.

وبالنسبة لمراقبة العدوى والجودة، قال «تتم المتابعة على مدار الساعة، مما ساهم في انخفاض نسب العدوى المكتسبة داخل الوحدة إلى أقل من 5%، مقارنةً بمتوسط يتراوح بين 7و10% في بعض الوحدات الأخرى».

ونبه إلى أنه تعقد اجتماعات المراجعة بشكل منتظم، وتُسجل الأحداث بدقة باستخدام نماذج موحدة واقعية، ما يسمح بتحسينات مستمرة مبنية على الأدلة، كما أن نسبة التغطية التمريضية للأسرة تُقدّر بـ 1:1 في الحالات الحرجة، مع نظام مراقبة مركزية عالي الجودة يُسهم في الاكتشاف المبكر للتغيرات السريرية.

وعن رعاية الخدج، أكد الوهادنة أن مستوى رعاية الخدّج لا يختلف كثيرًا عن الموجود بالأردن، بل إن الأداء المحلي من وجهة نظري قد يتفوق في بعض الجوانب، خصوصا من حيث التغطية الطبية المستمرة (24/7)، ومع ذلك، يُلاحظ أن للممرضة هناك صلاحيات في تنفيذ بعض الإجراءات، وهو ما يُعوض عندنا بوجود الطبيب بشكل دائم.