كشفت إحصائية القوات المسلّحة حول حالات التسلّل والتصدي للطائرات المُسيّرة وتهريب المخدرات، عن حجم المجهود "الحربي" الذي يقوم به الجيش العربي منذ مطلع العام الجاري، وحجم المعركة التي يخوضها لحماية الأمن الداخلي.
ووفق الأرقام التي أعلنت عنها القيادة العامة، الثلاثاء الماضي، فإنّ الأردن تصدى لــ 204 طائرات مُسيّرة منذ بداية العام، أي خلال 120 يوماً لغاية الآن، وذلك بمعدل 1.65 طائرة يومياً، وإحباط تهريب 37.325 كيلوغراماً من المواد المخدرة، وأكثر من ثلاثة ملايين حبة مخدرة، و8834 كفّ حشيش، وإحباط 61 محاولة تسلّل وتهريب.
أرقام مُرعبة، تبيّن لنا حجم المعركة التي يخوضها نشامى الوطن بصمت وهدوء، دون أن تسجّل وبفضل الله وحمده حالة اختراق واحدة لأي مُسيّرة لأيّ تجمّع سكاني في ربوع الوطن الحبيب، وهذا يسجل لرجالات القوات المسلّحة على مختلف رتبهم دون استثناء، الذين يصِلونَ الليل بالنهار دفاعاً عن حياض الوطن بالمُهَج والأرواح، فهم يستحقون كلمات "الإشادة والمديح"، فتحية فخر وعز لجميع منتسبي قواتنا المسلّحة الهاشمية الباسلة.
تكشف هذه الأرقام حقيقة الهجمة الكبيرة التي تشنّ على الأردن سواء من الواجهة الشمالية أو الغربية، والتي تركِّز في أغلبها وفق بيانات سابقة للقوات المسلّحة على تهريب المخدرات والأسلحة بكميات كبيرة، بقصد التأثير على الأمن الداخلي الأردني، كما تكشف حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق قواتنا المسلحة في هذه الفترة العصيبة التي تمرّ فيها المنطقة، المشتعلة بالحروب والقلاقل منذ سنوات، وللأسف تزداد سوءاً يوماً عن يوم، الأمر الذي يقتضي منا جميعاً أن نكون يقِظين، وأن نكون رديفاً وسنداً للقوات المسلّحة في تماسك الجبهة الداخلية وحفظ الأمن من أيّ اختراق لا قدَّر الله، وعلينا أن نتخيّل فحسب حجم الكارثة إنْ "سقطت" إحدى المُسيّرات على تجمّع سكاني.. لا قدَّر الله!!
إنّ المسألة ليست سهلة عندما نطلّع على حجمها الحقيقي، وهي بذات الوقت سهلة عندما يتصدى لها جيش اعتاد أن يحمي الوطن في أحلك الظروف وأسوأها عبر عشرات السنين الماضية، وعبر سفينة الوطن وسط الأمواج العاتية بنجاح، إلّا أن الموج ما زال عاتياً، ولا ندري إلى أيّ مدى سيرتفع منسوبه في قادم الأيام. وهذا يتطلب كما أسلفت تماسك الجبهة الداخلية، وتعزيز الثقة بقيادتنا وقواتنا المسلحة التي نضع بها كل ثقتنا، لنعبر أيّ عاصفة سواء كانت حالية أو مقبلة، فثقتنا بالله وقيادتنا وجيشنا عالية.. ونتائج حرب المُسيّرات نجاحاتٌ تُسطر بأحرف من نور في فضاء المعارك المقدّسة لحماية الوطن وشعبه الأبيّ.