عمّان - د. فتحي الأغوات
تأتي زيارة الحالية لجلالة الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة الاميركية لتؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية والحيوية التي ترتبط المملكة الاردنية الهاشمية مع الولايات المتحدة الاميركية،فعلى مدى عقود كثيرة تشكلت فيها علاقات تعاون مشترك تعبر عن الصداقة الوطيدة بين البلدين الصديقين، حيث مثل الدعم الأمريكي مصدرا مهما ومساندا للأردن، والذي شمل مجالات متعددة في النواحي الامنية والاقتصادية والسياسية.
فيما شكل الموقف الأردني الصلب حيال الثوابت الوطنية والقومية محط احترام وتقدير امريكي، وبالرغم من التحديات التي تعرض له الاردن وقيادته من التأمر وخذلان فقد بقي الاردن ثابت في موقفة، وظلت الدبلوماسية الأردنية منافحا صادقا عن الحقوق العربية المشروعة في فلسطين.
وبحسب متختصون سياسيون تحدثوا الى' الرأي' فأن السياسية الاردنية بما تمثله من حصافة و احترام على المستوى الدولي، دعمت العلاقة الاستراتيجية المتجذرة والتاريخية مع الولايات المتحدة،حيث يرتبط الملك علاقة صداقة مميزة مع الاداراة الامريكية المختلفة الامر الذي شكل دائما مبعث للتفاؤل في تطور العلاقة بين البلدين وبناء للثقة المتبادلة.
ولفتوا الى أن التفاؤل الاردني حاضرا وبقوة تجاه وجود حل سلمي في الشرق الأوسط، من خلال نظرة إستراتيجية شاملة وواسعة، مشيرين إلى وجود قناعة اميركية في أن الدور المحوري للأردن لا يمكن تجاهله.
المحللةوالمختصة الشأن السياسي الدكتورة رشا المبيضين قالت أن هذه الزيارة تحمل معها محاور وموضيع مهمة تخص الاردن والمنطقة من المقرر ان تشملها المباحثات الأردنية الأمريكية ستكون حاضرة بقوة في لقاءات الملك ،منوهة الى أن الادارة الأمريكية الحالية معنية بتفهم المتطلبات الأردنية سوا كان في الوضع الاقتصادي والسياسي و الأمني، ودور الأردن في المنطقة كلاعب رئيسي في حفظ الأمن بالمنطقة، ودوره الطليعي والحيوي في محاربة ومقاومة الإرهاب.
واضافت المبيضين لاشك ان جلالة الملك بما يحمله من أفكار وتصورات عميقة ومهمة حيال قضايا المنطقة المختلفة، وخاصة تلك المتعلقة في القضية الفلسطينية ووقف العدوان على غزة وايصال المساعدات، اضافة للوضع في كل من سوريا ،وجلالته هو الأقدر على نقل وجهة النظر والتصور العربي، للإدارة الأمريكية والتي هي ايضا تبدي حرصا على سماع هذه التصورات والافكار حول مختلفة الاوضاع وخاصة في غزة و ايصال المساعدات الانسانية والطبية ومنع التهجير وفتح المعابر لوصول المساعدات الى اهل غزة .
وأشارت الى ملف العلاقات الثنائية وطريقة تمتينها وتعزيزها بالدعم الفني والمالي والاقتصادي، حاضرة بقوة مع الإدارة الأميركية خلال الزيارة ،مشيرة الى إن زيارة الملك تحمل على أجندتها لقاءات مع الكونغرس الأميركي حول قضايا تتعلق بالعلاقات الثنائية والمساعدات الأميركية واتفاقات التعاون في كافة المجالات.
ولفتت الى التركيز خلال الزيارة على الملف الفلسطيني وخاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في القدس والضفة، إضافة إلى ملفات المنطقة، اللقاءت الملكية مهمة محورية في دفع الإدارة الأميركية والقيادات الاميركية لتبني مواقف وخطوات تساعد ايجاد حل سلمي ضامن للقضية الفلسطينية .
الكاتب والمختص القانوني والسياسي الدكتور مصطفى عواد، قال ان ادارة الامريكية تدرك جيدا أن الأردن يعتمد عليه في القضايا التي تهم الولايات المتحدة والمنطقة مثل مكافحة الإرهاب والسلام ، لافتا الى تقدير واحترام كبير حيال ما قدمه الأردن من جهود في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والموقف الأردني من السلام في المنطقة، منوها الى آليات توسيع التعاون في مختلف المجالات إضافة الى الدور المحوري للولايات المتحدة في تكريس الأمن والاستقرار ، وكذلك بحث التصعيد الأوضاع في غزة و ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري واستئناف دخول المساعدات.
وأضاف عواد لقاء جلالة الملك خلال زيارته الحالية الى الولايات المتحدة مع عدد من مسؤولي الادارة الامريكية وعدد من اعضاء الكونغرس الامريكية يمثل حدث مهم في مسيرة العلاقات الاردنية الاميركية، واستثمار للدور المحوري للأردن وما يمكن ان يقوم به في قضايا المنطقة لصالح استقرار، وتنمية المنطقة يعد نجاح جهود السلام والاستقرار،مشيرا الى أن هذه اللقاءات تعكس فرصة اميركية لسماع التصورات والرؤية الملكية السامية بخصوص عدد من الملفات المهمة، وعلى راسها التوصل إلى حل شامل وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر المفاوضات وعلى أساس حل الدولتين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إضافة الى بحث مواضيع مهمة على صعيد الدعم .
الزيارة الملكية للولايات المتحدة ترسيخ للشراكة الاستراتيجية التاريخية
06:42 6-5-2025
آخر تعديل :
الثلاثاء