عندما نفكر في أسباب نجاح ستيف جوبز، بيل غيتس، ومارك زوكربيرغ، يتبادر إلى الذهن الذكاء الحاد، الرؤية الثاقبة، أو المهارات القيادية، لكن دراسة حديثة توصلت إلى عامل مشترك غير متوقع بينهم: كلهم يستخدمون اليد اليسرى.
درس باحثون من كلية دونالد جي كوستيلو للإدارة أكثر من 1000 رئيس تنفيذي في 472 شركة، معتمدين على تحليل صور ومقاطع فيديو لتحديد اليد المهيمنة، عبر أنشطة مثل الكتابة، الأكل، أو حمل مضارب الجولف، وحتى اليد التي يرتدون عليها الساعة.
وقال الباحثون: "لاحظنا المعصم الذي يرتدون عليه الساعة، فالأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى غالباً ما يرتدونها على اليد اليمنى".
وكانت الغالبية العظمى "91.4%" من مستخدمي اليد اليمنى، و7.9% من مستخدمي اليد اليسرى، و0.7% من مستخدمي اليد المختلطة.
وبعد التأكد من استخدام اليد اليمنى، نظر الباحثون إلى عدد براءات الاختراع والاقتباسات التي حصلت عليها شركاتهم من عام 1992 إلى عام 2015.
وكانت النتيجة أن 7.9% فقط من الرؤساء التنفيذيين كانوا عُسر، لكنهم تفوقوا بوضوح: شركاتهم أظهرت معدلات أعلى في الابتكار والعوائد المالية طويلة الأجل.
لماذا يتفوق العُسر؟
يقول البروفيسور لونغ تشن إن قرارات القادة تتشكل من مزيج معقد من الجينات والتجارب والخلفية الشخصية، بينما يرى زميله جون وو بارك أن التفكير غير النمطي الذي يتمتع به العُسر يمنحهم ميزة تنافسية، خصوصاً في البيئات التي تتطلب حلولاً مبتكرة.
ليست مصادفة
من ستيف جوبز وأوبرا وينفري، إلى هنري فورد وجون روكفلر – جميعهم من أصحاب اليد اليسرى. وتشير دراسات سابقة أيضاً إلى تفوق العُسر في المهارات اللفظية والرياضية.
استثمار غير متوقع؟
تفتح الدراسة الباب أمام فكرة جديدة: هل يمكن أن يصبح استخدام اليد اليسرى مؤشراً على الابتكار؟ بعض المستثمرين قد يبدأون فعلاً بإدراج هذا العامل ضمن معايير تقييم القادة والشركات.
