في خطوة تعكس تحولا نوعيا مضافا في مسار التعليم الثانوي، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن استحداث تخصصين مهنيين جديدين في مجالي الرياضة والرعاية الصحية والاجتماعية، ضمن برنامج BTEC الدولي.
وتأتي هذه الخطوة استجابة مباشرة للحاجة إلى نظام تعليمي أكثر مرونة وارتباطا بسوق العمل، يتيح للطلبة فرصا واقعية لبناء مسار مهني ناجح وواعد.
ويؤكد التربوي الدكتور اشرف عليمات، أن «هذا التوجه يعكس التزام الوزارة برفع كفاءة التعليم المهني وتحويله إلى خيار أول لا بديلاً، من خلال إدخال تخصصات حديثة وذات طلب عالٍ محلياً وعالمياً».
ويضيف: «لا نريد أن ننتج طلاباً يحملون شهادات فقط، بل نريدهم يحملون مهارات تؤهلهم للوظيفة من اليوم الأول».
وتابع ان تخصص الرعاية الصحية والاجتماعية لا يأتي من فراغ، بل يعكس تحولاً في احتياجات المجتمع، لا سيما مع ازدياد نسبة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، والطلب المتزايد على خدمات الرعاية المنزلية، كما أن برنامج الرياضة واللياقة البدنية يستجيب لقطاع بات يشهد نموا مستمرا، لا من حيث عدد المراكز الرياضية فقط، بل من حيث وعي الأفراد بأهمية الرياضة والصحة.
ويشير الى ان التعليم المهني عانى من النظرة النمطية والتقليدية، لكن التخصصات الجديدة تُعيد تشكيل صورته في الذهن العام كمسار مهني راقٍ، مرن، وقائم على المهارات لا على الحفظ.
ويوضح ان ما يميز هذه البرامج هو الدمج المتوازن بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي، وهو ما شددت عليه إحدى مديرات المدارس المشاركة في المرحلة التجريبية قائلة: «ما نراه اليوم هو تعليم مهني بنكهة عالمية، الطالب يخرج وهو يعرف تماماً ماذا سيفعل غداً، وهذه خطوة كنا ننتظرها منذ زمن».
ويقول ان هذه التخصصات تتماشى مع رؤية المملكة للتنمية البشرية، ومضامين التحديث الاقتصادي، التي تؤكد أهمية تعزيز المهارات المهنية لدى الشباب، وتقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وتحقيق التوازن بين الطلب والعرض في سوق الوظائف، وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو اقتصاد قائم على المهارة لا الشهادة فقط، فإن إدخال مثل هذه التخصصات يعزز من قدرة الأردن على خلق جيل جديد من المهنيين القادرين على المنافسة إقليمياً ودولياً.