تستعد محافظة الطفيلة يوم غد الثلاثاء لاستضافة فعالية مميزة، حيث تنظم وزارة العمل بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني «اليوم الوطني للتشغيل 2025»، وذلك في قاعة نادي المعلمين بمنطقة البرنيس من العاشرة صباحاً حتى الثالثة والنصف عصراً، وذلك بهدف ربط الباحثين عن عمل بأصحاب العمل في القطاع الخاص، ضمن خطوة تسعى إلى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، في الوقت الذي تأتي فيه هذه الفعالية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي التي تهدف إلى تمكين الشباب وتعزيز دورهم في التنمية الاقتصادية، وتزامنا ووجود تحديات اقتص?دية واجتماعية تتطلب تعاوناً مكثفاً بين القطاعين العام والخاص.
وتواجه محافظة الطفيلة تحديات كبيرة في سوق العمل، حيث سجلت نسبة البطالة في المحافظة 25% خلال الربع الأول من 2024 وفق إحصاءات دائرة الإحصاءات العامة، فيما تشير تقديرات محلية إلى أن النسبة في الطفيلة قد تكون أعلى بسبب محدودية الفرص في القطاع الخاص، في الوقت الذي تتجاوز فيه كشوفات مديرية عمل الطفيلة 3000 شاب مسجل كباحثين عن عمل، مما يؤشر بحجم طلب على الوظائف.
مدير عمل الطفيلة عثمان المصري أكد أن المديرية تسعى إلى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة تربط بين أصحاب العمل والباحثين عن عمل، مما يسهل عملية التوظيف ويضمن استمرارية الفرص المتاحة، إضافة إلى تشجع الشباب على تقديم سير ذاتية محدثة لضمان الاستفادة من هذه المنصة، مؤكدة التزامها بمتابعة الشباب بعد التوظيف لضمان استقرارهم المهني.
وأشار إلى أن المديرية تركز على استقطاب الشركات الصغيرة والمتوسطة في المحافظة، حيث تمثل هذه الشركات العمود الفقري للاقتصاد المحلي، وتساهم في توفير فرص عمل مرنة تتناسب مع احتياجات الشباب، وتعمل على تنظيم جلسات توجيهية قبل الفعالية لتزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لإجراء المقابلات الوظيفية، مما يعزز ثقتهم وفرصهم في الحصول على وظائف، حيث تسعى هذه الجهود إلى بناء جسر دائم بين القطاع الخاص والشباب لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة في الطفيلة.
وبخصوص عوائق إشغال الوظائف الخاصة في الطفيلة هي ثقافة العيب الاجتماعية؛ فهي الأخرى تعيق انخراط الشباب في وظائف يرونها دون المستوى الاجتماعي، مثل المهن اليدوية أو الخدماتية، حيث يفضل البعض البقاء دون عمل على قبول هذه الوظائف، مما يحد من استغلال الفرص في القطاع الخاص، وتشير دراسات اجتماعية إلى أن هذه الثقافة تتطلب جهوداً توعوية لتغيير التصورات السلبية وتعزيز قيمة العمل الشريف، واليوم الوظيفي سيمثّل منصة لتشجيع الشباب على الانخراط في سوق العمل، من خلال توفير فرص للتواصل المباشر مع أصحاب العمل، وتعزز هذه المبا?رة فكرة أن العمل في القطاع الخاص يوفر الاستقلالية والخبرة.
وكانت أيام وظيفية سابقة في الطفيلة شهدت نجاحاً ملحوظاً، حيث أسهم اليوم الوظيفي لعام 2023 في توظيف ما يزيد عن 120 شاباً في القطاع الخاص، مما قلل نسبة البطالة بنحو 2% في المحافظة، لتعكس هذه النتائج أهمية المبادرات في تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتدعم هذه التجارب توقعات إيجابية لليوم الوظيفي القادم، وسط سعي الفعالية إلى استقطاب أكبر عدد من الشباب المسجلين في كشوفات المديرية والعاطلين عن العمل في المحافظة، مما يعزز فرص تحقيق تقدم ملموس في سوق العمل المحلي.
