كرّمت بلدية الأغوار الجنوبية باسمة موسى العشوش، أول موظفة في تاريخ البلدية، والتي تشغل حالياً منصب المدير المالي ورئيس لجنة تمكين المرأة، وذلك تقديراً لمسيرتها الريادية ومساهماتها النوعية في تطوير العمل البلدي في اللواء على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
وجاء هذا التكريم خلال الاحتفال السنوي الذي نظمته البلدية بهذه المناسبة، بحضور عدد من المسؤولين والفعاليات المجتمعية، حيث ألقت نائب رئيس بلدية لواء الأغوار الجنوبية، السيدة عايدة الدعيسات، كلمة قالت فيها:
"يوم العمال هذا العام مختلف ومميز في بلدية الأغوار الجنوبية، لأننا نحتفي فيه بسيدة استثنائية كانت وما زالت عنواناً للعطاء والإخلاص والانتماء " باسمة موسى العشوش، مؤكدة انها ليست فقط أول موظفة في البلدية، بل أول من زرع بذور العمل المؤسسي القائم على الكفاءة والمهنية".
وأضافت الدعيسات أن العشوش بدأت مسيرتها في بلدية غور الصافي عام 1991 بوظيفة أمين صندوق، لكنها لم تكتفِ بمهامها الوظيفية، بل أخذت على عاتقها النهوض بالأداء المالي والإداري في ظروف صعبة، حيث كان معظم العاملين في ذلك الوقت من غير الحاصلين على شهادات علمية. وقد أدارت العشوش إعداد الموازنات وتدقيقها وتحقيق الانضباط المالي، وأسهمت بجهد شخصي في تحسين السيولة الماليةوفي البلدية .
وأشارت الدعيسات إلى أن "باسمة العشوش جسدت أسمى معاني الإيثار والانتماء، حيث كانت تمثل صورة الموظفة المثالية التي لا تنتظر التكليف لتقوم بالواجب، بل تبادر وتبتكر وتتحمل المسؤولية بكل أمانة". كما أشادت بإسهاماتها التطوعية، حيث كانت من أوائل من ساهم في تأسيس لجنة المرأة في محافظة الكرك، وأسست جمعية سيدات غور الصافي عام 1996، والتي أصبحت اليوم من أبرز الجمعيات التنموية في المملكة، خصوصاً من خلال مشروع زراعة وصبغ الأقمشة بنبات النيلة، المشروع الفريد من نوعه على مستوى الوطن.
وتابعت بأن "باسمة العشوش، ابنة غور الصافي وابنة أحد شهداء معركة الكرامة، هي تجسيد حي لقيم الوفاء للوطن والولاء للعمل، حيث كرّست حياتها لخدمة منطقتها ومجتمعها المحلي، واستطاعت أن تكون مصدر إلهام لبنات الأغوار اللواتي يطمحن اليوم إلى المساهمة في بناء وطنهن من مواقعهن المختلفة".
.وفي ختام الحفل، تم تقديم درع تكريمي للعشوش، وسط تقدير من الحضور المؤكدين أن قصة نجاحها ستظل محفورة في ذاكرة البلدية، ونقطة ضوء في سجل العمل البلدي بالأغوار الجنوبية.
ويُذكر أن الموظفة باسمة العشوش حاصلة على الشهادة الجامعية المتوسطة في المحاسبة منذ عام 1988، وكانت أول خريجة جامعية تتعين في بلدية غور الصافي. وما زالت حتى اليوم، في موقعها كمدير مالي، تواصل العطاء بنفس الحماسة والالتزام، وتشرف على إعداد الموازنات ومتابعة التحصيلات، وتمثل البلدية أمام الجهات الرقابية، وتحافظ على شفافية الأداء دون أن يُسجل عليها أي ملاحظات مالية أو إدارية