نستذكر مع يوم العمّال العالمي الجهود كافة وفي مواقع الإنتاج وقطاعات العطاء ونوجه التحية للسواعد التي تساهم في مسيرة البناء والتقدم والخير ولصالح الجميع، أمهد للموضوع بمعلومات تفيد بأنه في تموز/ يوليو عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرّر المؤتمر تحديد الأول من أيار/ مايو كل سنة عيدا مشتركا لجميع البروليتاريين في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أميركا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، وهكذا ولد «عيد العمال العالمي».
مناسب أيضا ذكر مصطلحين ؛ أولاً: أصحاب الياقات الزرقاءBlue Collarحيث ظهر مصطلح «ذوي الياقات الزرقاء» في عشرينيات القرن الماضي على العمال الذين يشغلون وظائف تعتمد بشكل كبير على الأعمال اليدوية والجهد البدني الشاق كوظائف التصنيع والتعدين والبناء وتركيب وصيانة الآلات وغيرها ليتقاضوا مقابل ذلك أجرا يوميا مدفوعا حسب عدد ساعات العمل اليومية، وضريبة على ذلك العمل الشاق الذي يستغرقه هؤلاء العمال بالمصانع تتعرض ملابسهم للاتساخ بسبب تعرضها بشكل مباشر للشحوم والأتربة الناتجتين عن العمل، فمن هُنا جاءت فكرة ارتدائهم لقمصان مصنوعة من أقمشةٍ متينة من الدنيم أو الشامبراي ويغلُب لونها الأزرق الداكن لسهولة إخفاء تلك الأتربة وحفاظًا على نظافة ملابسهم أطول فترة ممكنة، لهذا السبب أطلق على هؤلاء العمال ذوو الياقات الزرقاء.
أما المصطلح الثاني فهو: أصحاب الياقات البيضاء White Collarحيث أطلق الكاتب الأمريكي أبتون سنكلير مصطلح «ذوي الياقات البيضاء» على الموظفين الذين يمارسون أعمالاً مكتبية ويحتلون وظائف إدارية لما يتمتع هؤلاء الموظفون بقدرات ومهارات إبداعية حيث لا تحتاج تلك الوظائف لجهد بدني كبير بالمقارنة مع زملائهم من العمال، ولكن تحتاج إلى موظفين حاصلين على مؤهلات تعليمية عليا لأنهم بطبيعة الحال سيُلقى على عاتقهم مسؤولية التخطيط والإدارة، ولأنهم يعملون في مكاتب وبيئة عمل نظيفة نسبيًا فإن زيهم الرسمي عادةً ما يتسم بالأناقة حيث يتكون من قمصان بيضاء اللون وربطة عنق أنيقة لذلك سميوا بأصحاب الياقات البيضاء.
هناك أيضًا وظائف أخرى يرتدي موظفوها ألوان ياقات مختلفة كأصحاب الياقات الوردية الذي يُطلق على الإناث اللاتي يعملنّ في مجالات الرعاية كوظائف التمريض ورعاية الأطفال والتدريس وأيضًا أعمال السكرتارية، وعلى الرغم من أن تلك الوظائف يعمل بها الرجال إلا أن في الغالب يسيطر عليها النساء، أما أصحاب الياقات الخضراء فهُم الأشخاص الذين يعملون بوظائف متعلقة بمجالات البيئة والطاقة المتجددة والتي يُطلق عليها بما يسمى بالوظائف الخضراء.
فمهما تعددت وتنوعت ألوان العطاء، يظل الرجاء بالإنجاز على أرض الواقع والسؤال المتجدد: أين يجد العامل نفسه ويبدع ويخلص ويقدم الكثير في سبيل نهضة مهنته ويطور من قدراته ويتقدم ويقرن ذلك كله بالانتماء لوطنه والمحبة لعمله وسعيه الدؤوب وكسبه الحلال ولقمته الهنية بعد تعب وكد شريف،وثمة العديد من قصص النجاح التي حققها العامل(ذكر وأنثى) في وطننا الحبيب الممتد من قطاع إلى آخر ومن عطاء إلى إنتاج.
هناك الكثير للحديث في شأن العمّل والعمّال والقضايا ذات العلاقة ومنها: البطالة الإتقان،الجدية، الإخلاص، الالتزام، والعديد من الواجبات مقابل الحقوق وأهمها الأجور، التأمينات، الأمن والسلامة الشخصية، بيئة العمل المناسبة والعلاقات الطيبة بين العاملين وثمة العديد من البوح عما يخص العامل وطموحاته وأحلامه وأسرته وخصوصية عالمه والتحديات التي تعترض طريقه.
أيها العمّال: بوركت جهودكم الخيرة، عمتم وطبتم وسلمتم، الله يعطيكم العافية.
[email protected]