محليات

في عيد العمال… أنتم الأساس

الأول من أيار، عيد العمال، هو يوم نرفع فيه القبعة احترامًا وتقديرًا لكل يدٍ تعمل، ولكل من ينهض في الصباح الباكر ليساهم في بناء وطنه وحماية مؤسسته، مهما كانت التحديات والظروف.
هذا اليوم يحمل في طياته الكثير من المعاني العميقة، لكنه بالنسبة لي يحمل مشاعر شخصية أيضًا. فأنا لا أكتب إليكم اليوم كمدير عام فقط، بل كبنت هذه المؤسسة التي نشأت بين جدرانها، وتعلمت من عمالها قبل مدرائها، معنى الالتزام، وقيمة الصبر، وشرف العطاء بصمت.
كل زاوية في “الرأي” تشهد على تعبكم. من غرف التحرير، إلى خطوط الطباعة، إلى صناديق التوزيع، إلى المكاتب الإدارية، هناك قصص يومية من البذل والجهد لا يراها الجمهور، لكنها تصنع الفارق الحقيقي.
أنا أرى هؤلاء الزملاء الذين يعملون في الظل: من يحافظ على نظافة المكاتب، من يحمل رزم الورق والحبر، من يتابع أرقام الاشتراكات، ومن يطبع الجريدة ويجهزها قبل أن تشرق الشمس. هؤلاء لا تصعد صورهم للصفحات الأولى، لكنهم في قلبي، وفي قلب كل من يعرف معنى الانتماء الحقيقي.
اليوم، ومن موقعي كمدير عام، أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه كل فرد منكم. مسؤولية أن أكون صوتكم في كل مجلس، وأن أعمل معكم من أجل بيئة عمل أفضل، وعدالة في الفرص، وتقدير حقيقي لما تقدّمونه كل يوم.
نعرف أن الظروف ليست سهلة، وأن المؤسسة تمر بتحديات كبيرة، لكن ما نؤمن به جميعًا هو أن قوتنا في وحدتنا، وأن من يحمل هذا الإرث الإعلامي العريق لا يرضى إلا أن يحميه ويعيد له بريقه.
نحن بحاجة إلى كل يد، وكل فكرة، وكل جهد مخلص. وسنواصل، بإذن الله، العمل مع مجلس إدارتنا، ومع الجهات الرسمية والشريكة، لضمان الاستقرار المالي، وتطوير قدرات المؤسسة، بما يحفظ كرامة العاملين ويصون مستقبل الجريدة.
أعاهدكم اليوم أن تبقى أبواب الإدارة مفتوحة لكم، وآذاننا صاغية، وقراراتنا نابعة من حرصنا على مصلحة الجميع دون استثناء.
عيد العمال ليس مجرد احتفال. إنه تذكير لنا كإدارة أن نضع الإنسان أولاً, وأن نُقدّر – لا بالكلمات فقط – بل بالفعل أيضًا – كل من يعمل بصدق.
وكل عام وأنتم بخير،
وعيدكم محبة وأمان وكرامة.