محليات

حوار مجتمعي  بالكرك لتعزيز ثقافة الوقاية والحماية من العنف ضد النساء والفتيات 

ضمن حملة "حياتها بلا عنف، مستقبلها بلا خوف"

الكرك – نسرين الضمور
عقدت المبادرة النسوي الأورومتوسطية (EFI) بالتعاون مع جمعية النساء العربيات جلسة حوارية في الكرك تزامنا مع الحملة الوطنية التوعوية الثالثة بعنوان 'حياتها بلا عنف، مستقبلها بلا خوف' والتي تقودها المبادرة ، في اطار مشروع ' تحسين الوصول الى الخدمات الشاملة المتعلقة بالعنف المبنى على النوع الاجتماعي في الاردن الممول من الاتحاد الاوروبي والمنفذ من قبل الوكالة الاسبانية للتعاون الانمائي الدولي بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان وجمع من المنظمات الوطنية الشريكة في المشروع .
وقال رئيس مجلس محافظة الكرك الدكتورعبد الله العبادلة الذي رعى افتتاح الجلسة بمشاركة جمع من السيدات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ان المراة في محافظة الكرك كما في عموم محافظات المملكة تحظى بمكانة مقدره واستطاعت ان تثبت جدارتها وتميزها في مختلف جوانب الحياة العامة ومواقع العمل العام والخاص التي تقلدتها.
واكد ان المرأة شريك اصيل في مسيرة الوطن التنموية واي عنف يقع عليها مرفوض دينيا واجتماعيا ما يتطلب تضافر جهود كافة المؤسسات المعنية وهيئات المجتمع المدني لمعالجة كافة اشكال العنف الموجة للمراة لانعكاساته السلبية على بنية الاسرة والمجتمع، داعيا إلى ضرورة التوسع ببرامج التوعية والتثقيف في مجال التحذير من العنف وتداعياته إضافة إلى تقديم الدعم المعنوي والنفسي وتعزيز التمكين الاقتصادي للمراة .
من جانبها قالت هديل أبو حيانة من المبادرة النسوية الأورومتوسطية ان حملة 'حياتها بلا عنف، مستقبلها بلا خوف'، تحت الشعار الوطني 'لا صمت، لا تسامح' مع العنف ضد النساء والفتيات والممتد من ثلاث سنوات، خطوة حاسمة في تعزيز ثقافة الوقاية والحماية وضمان حصول الضحايا والناجيات على الدعم اللازم من خلال اشراك المجتمعات المحلية وتعزيز الصلة بين الوقاية والحماية وبناء مجتمع اكثر امانا وشمولا في الاردن .
واضافت ان الحورات المحلية تهدف الى خلق مساحة مفتوحة للمجتمعات المحلية ولمقدمي الخدمة والجهات المعنية واشراكها في جهود استباقية لمنع العنف والوقاية منه ورفع مستوى الوعي بالخدمات التي تعنى بالناجيات والمتاحة في جميع انحاء الاردن .
واكدت على الدور المحوري للدعم المجتمعي بما في ذلك اشراك الرجال والفتية، في نشر المعلومات حول الخدمات المتاحة ومكافحة كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات ،ودحض الصورة النمطية وتمكين الناجيات وضمان شعورهن بالراحة عند طلب المساعدة ،مشيدة بالشراكة القائمة بين الجهات الوطنية والدولية لتطوير آليات فعالة للوقاية والاستجابة للعنف .
وبدورة استعرض مدير التنمية الاجتماعية في الكرك نصر المعاقبة الخدمات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية ومديرياتها في الميدان للاسر والسيدات المعنفات ومنها مشاريع التمكين الاقتصادي وتعزيز الانتاجية والتامين الصحي وخدمات الدعم النفسي والاجتماعية وصرف معونات مالية شهرية وتوفير المساكن من خلال مشاريع مساكن الاسر العفيفة ،داعيا في الوقت ذات الى احكام التنسيق على كافة المستويات الرسمية والاهلية وبناء قاعدة معلومات تشاركية للتسهيل على الفئات المستهدفة الحصول على الخدمات التي يحتاجونها .
وقالت استاذة علم النفس مديرة مركز الملكة رانيا العبدلله لدراسات التربوية والنفسية في جامعة مؤته الدكتورة وجدان الكركي ان المراة بصورة عامة هي المتضررة الابرز لافرازات العنف المجتمعي سواء اكان العنف موجها ضدها او لتاثرها بما ينجم عن قضايا العنف من تداعيات .
وبينت الدور الذي تضطلع بها الجامعة في مجال التوعية والتبصير بقضايا العنف بشكل عام من خلال تضمن مساقات تدريسية للحديث عن قضايا العنف هذا بالاضافة الى الدور الذي يقوم به المركز في مجال نشر التوعية وتقديم الاستشارات واجراء الابحاث والدراسات الميدانية لحالات عنف واقعة في المحافظة والتي ثبت في معظمها انها حالات فردية ولم تصل الى حد الظاهرة ودليل ذلك -كما قالت - ان محافظة الكرك ومعها محافظة معان وبحسب الدراسات الرسمية سجلتا اقل نسبة في حالات العنف المرصودة .
من جهتها قالت تمارة مصطفى من جمعية النساء العربيات / مركز الكرك ان الجمعية تعتمد نهجا متكامل لاستقبال حالات العنف وتقييمها ودراستها وايصال الخدمات ووضع خطط التدخل من خلال التنسيق مع الجهات السمية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بهذا الشان ، مشيرة الى دور الجمعية في نشر الوعي وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي المتخصص حسب العنف المبنى على النوع الاجتماعي اضافة الى تشجيع المبادرات الشبابية والسعي الى دمج الدعم النفسي مع التمكين الاقتصادي ، مطالبة باعتماد نظام احالة وانشاء دليل وطني موحد لضمان الوصول الامان للخدمات اضافة الى اقامة مراكز متخصصة للناجيات من العنف المجتمعي .
وبينت مديرة معهد تدريب مهني اناث الكرك شيرين البطوش ان الدراسات الحديثة اثبتت ان التدريب المهني من اكثر الاستراتيجيات الفاعلة في التمكين الاقتصادي للمراة ومن هذا المنطلق فان مؤسسة التدريب المهني تعمل على تطوير برامجها ومختبراتها التدريبية بما يتماشي مع المستجدات ويساهم في تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء ولكافة فئات المجتمع
واشادت بالتعاون القائم مع مختلف المؤسسات الداعمة ومنها مجلس محافظة الكرك لتوفير الدعم المالي لتطوير عمل معاهد التدريب على مستوى المحافظة داعية الى المزيد من الشراكات والى ضرورة  تعيين مستشاريين نفسيين في مختلف المؤسسات .
وقدمت ربا عماد من المبادرة النسوية عرضا تقديميا للحملة وخطتها الاعلامية التوعية والمعتمدة نهجا المنصات لضمان الوصول الاوسع والمشاركة الفعالة من قبل جميع الفئات عبر مختلف وسائل الاعلام والاتصال ومنصات التواصل الاجتماعي واعداد الفيديوهات وطباعة الكتيبات واللوحات الاعلانية التي تم تثبيتها في المحافظات والتي تتضمن تصاميم توعوية ورسوما بيانية توضيحية
واختتمت الجلسة بجملة توصيات  أبرزها الدعوة إلى تطوير حملات توعوية محلية، تحسين آليات الإحالةبين  المؤسسات وتسير الوصول إلى الخدمات، تعزيز برامج التمكين الاقتصادي كوسيلة وقائية، بالإضافة إلى إشراك الطلبة والشباب بشكل فعّال فجهود نشر  الوعي ومناهضة العنف.
كما أوصت  الجلسة بتعزيز التعاون متعدد القطاعات، واعتماد استراتيجيات وقائية مجتمعية تتجاوز التوعية لتصل إلى الدعم الفعلى.