عاد قطار الخط الحديدي الحجازي لينطلق مجددًا، محمّلاً بالمواطنين والزوار الأجانب، متوجهًا إلى آثار «أم الجمال» ومنطقة رحاب في محافظة المفرق، ضمن رؤية جديدة تهدف إلى ربط الماضي بالحاضر والانطلاق نحو المستقبل.
وأكد مدير عام مؤسسة الخط الحجازي الأردني، الدكتور زاهي خليل، في تصريح لـ(الرأي)، أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية المؤسسة الرامية إلى تعزيز ارتباط المواطنين بتراثهم الوطني، وتنشيط الحركة السياحية في مختلف مناطق المملكة، بما يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي.
وأشار خليل، إلى أن هذه الرحلة تُعد جزءًا من خطة أوسع لتفعيل السياحة عبر القطارات، وإبراز المواقع الغنية بالإرث الحضاري والتاريخي في الأردن، مؤكدًا أن المؤسسة تعمل على تعزيز شراكاتها مع البلديات والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص بهدف تقديم تجارب سياحية مميزة تُعيد الحياة لمحطات السكك الحديدية القديمة، بوصفها جزءًا من الذاكرة الوطنية.
وأوضح أن اختيار منطقة رحاب جاء نظرًا لما تزخر به من آثار تاريخية وكنائس فريدة، ما يجعلها محطة مهمة على مسار القطار السياحي، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير من المواطنين على الرحلات يعكس نجاح الجهود المبذولة في الترويج للسياحة المحلية، ويدفع المؤسسة إلى استكشاف مسارات سياحية إضافية على امتداد الخط الحجازي.
وتأتي الرحلة ضمن سلسلة من الجولات السياحية التي تنظمها المؤسسة في إطار الموسم السياحي لعام 2025، والذي يشمل ثلاث وجهات رئيسية: أم الجمال، ورحاب، ومنطقة الجيزة، إضافة إلى رحلات تمتد حتى القطرانة ووادي رم، بهدف تسليط الضوء على التنوع الجغرافي والثقافي في المملكة.
من جانبه، ثمّن رئيس بلدية الرحاب، أكرم الحراحشة، هذه الخطوة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لما له من أثر إيجابي في دعم المجتمع المحلي. وأكد أن منطقة رحاب تحتضن عددًا كبيرًا من الكنائس التاريخية، حيث تم اكتشاف 10 كنائس حتى الآن من أصل 34 كنيسة يُعتقد بوجودها، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لاكتشاف المزيد منها.
وأشار إلى أهمية هذه الرحلات في تمكين المجتمع المحلي من تسويق منتجاته وتعزيز دوره في النشاط السياحي، فيما عبّر المشاركون في الرحلة عن تقديرهم لمبادرة المؤسسة في ربط الأردنيين بموروثهم الحضاري من خلال رحلات القطار، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تساهم بفعالية في تنشيط السياحة الداخلية.