واشنطن - الرأي
في خطوة رائدة نحو تحسين تشخيص أمراض العيون، أعلن باحثون من المعهد الوطني للعيون التابع للمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) عن تطوير نظام تصوير بصري جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكنه تصوير خلايا الشبكية البشرية بدقة مذهلة باستخدام معدات تقليدية.
يُتوقع أن يُحدث الجهاز نقلة نوعية في تقييم أمراض العين، خاصة تلك المرتبطة بتدهور خلايا الشبكية.
ونقلت مجلة "كومينيكيت ميديسن" الأمريكية عن كبير الباحثين في المشروع الدكتور جوني تام، قوله "ما فعلناه هو تمكين الأجهزة العيادية العادية من رؤية ما كان حكرًا على مختبرات الأبحاث، باستخدام الذكاء الاصطناعي، أضفنا طبقة من الفهم البصري تسمح برؤية خلايا دقيقة مثل الظهارة الصبغية الشبكية (RPE)".
والتقنية تعتمد على تدريب نموذج ذكاء اصطناعي لتحسين صور مأخوذة بأجهزة تصوير تقليدية تستخدم عادة لرؤية تراكيب عامة كالأوعية الدموية والعصب البصري، ولكن، بالمقارنة مع أنظمة "البصريات التكيفية" المعقدة والمكلفة، فإن النظام الجديد يوفر مستوى مماثلاً من التفاصيل باستخدام تجهيزات أرخص وأسهل استخدامًا.
فريق الباحثين درّب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على أكثر من 1400 صورة عالية الدقة للخلايا الدقيقة، التُقطت بأنظمة البصريات التكيفية، ثم طبقوا النظام على صور مأخوذة من نفس العينين ولكن بأجهزة تقليدية، وأظهر الذكاء الاصطناعي قدرة على تعزيز وضوح الصور بما يصل إلى ثمانية أضعاف، كاشفًا خلايا لم تكن تُرى من قبل.
إضافة إلى ذلك، استعان الباحثون بصبغة إندوسيانين الأخضر، وهي مادة صبغية تُحقن في الدم وتُستخدم تقليديًا لتصوير الأوعية الدموية، لتعزيز تباين الخلايا الدقيقة، هذا الاستخدام المبتكر للصبغة، بالاقتران مع الذكاء الاصطناعي، مكّن من تصوير الخلايا خلال دقائق قليلة، وبدون الحاجة لمعدات بحثية متخصصة.
ووأضحت المسؤولة عن الدراسة الدكتورة جوان لي، "يمكننا الآن مراقبة صحة الخلايا الدقيقة في العيادات بسهولة، هذا يغيّر قواعد اللعبة في تشخيص أمراض مثل التنكس البقعي".
من المتوقع أن تتيح هذه التقنية تشخيصًا مبكرًا لأمراض الشبكية، وتحسين مراقبة استجابة المرضى للعلاجات، مما يمثل تقدمًا هائلًا في مجال طب العيون.