الدراسات الدستورية تبين أركان الدولة، وهي السلطة ونظام الحكم والأرض أو الإقليم والشعب، وهناك ثلاثية أخرى أركانها أيضاً ترعى الدول وتحرسها.. وهي الدستور والقانون والعَلَمْ. ولإدراكنا جميعاً أهمية الدستور والقانون في بنيان الدولة، فإننا ونحن نحتفل بيوم العَلَمْ سنتكلم عن هذا الركن المادي والمعنوي.
هذا الركن الذي يمثل بماديته المُؤلفة من قطعة قماشية أو ورقية أو أي مادة أخرى، تحمل ألواناً أو أشكالاً بخطوط أو زوايا معينة.. تمثل هوية الدولة داخل حدودها الإقليمية وعلى سواري الأعلام في البعثات الدبلوماسية والقنصلية.. خارج إقليم الدولة وعلى طائراتها وسفنها في الفضاء والبحار.. هذا الرمز المادي للدولة يوازيه كيان معنوي.. تحمله ضمائر الشعب أو الأمة ويمثل وجدانها التاريخي والجغرافي والثقافي والاجتماعي الذي لا يجوز الاعتداء عليه مادياً أو معنوياً. علم الدولة عنوان لوجودها وعنوان لكرامتها لذلك يحرص الجميع على ان يبقى هذا العلم مرفوعاً.. عالياً.. شامخاً.. يحرص كل من يحمل للوطن الاحترام والاخلاص يحرص على ألاّ یتم مسّه بأي سوء.. يحرصون عليه حرصهم على أولادهم وبناتهم بل وأرواحهم المُخلصين للوطن يموتون في ساحة المعركة على أن يسقط علمهم وراياتهم. هنا في المملكة الأردنية الهاشمية.. للعلم قانون.. قانون حضاري يوازي أعرق التشريعات القانونية على مستوى العالم.. نعم، للعلم الأردني تاريخ مشرف.. حافل بتضحيات المُخلصين من أبناء هذا الوطن.. علم حمله رجال سطّروا أسماءهم بحروف من ذهب على جدار التاريخ... علم كان الهاشميون حراساً له.. علم افتداه الملوك عبر تاريخ الدولة الأردنية.. الدولة الخالدة في سجل الشرف والأمانة.. الدولة الأردنية الهاشمية للذين أقاموا دولتهم على حد سيف الصحراء وغرسوا راياتهم على حدودها «سادة العرب والملوك المُتسلحين بأكثر من 1400عام من الشرعية الدينية والتاريخية.. العَلَمْ الأردني عنوان لكل أردني.. تُسيّجه القلوب والأهداب سيبقى خفاقاً.. شامخاً.. ومخرزاً في عيون الحاقدين. سيبقى شامخاً شموخ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.. شامخاً شموخ الهاشميين الذين اثبتوا انهم الأحرص على هذا الوطن والأحرص على فلسطين وشعبها وتاريخها وعلمها وراياتها... للهاشميين تحية في يوم العَلَمْ.... تحية من قلوب عطشى لمشاهدتهم.. فما أروع جلالة سيدنا وهو ينظر مزهواً بالعَلَم الشامخ.. في ساحات الرجولة، ساحات الفداء، المجد للأردن وكل الإخلاص لجلالة الملك، وعاش الأردن أبيّاً.. محروساً بأعلام الوطن..