شهدت دائرة المكتبة الوطنية، اليوم الاثنين، حفل إشهار كتاب 'المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد' للكاتبة الدكتورة سارة الشماس، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين.
وتحدث خلال الحفل وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، ودكتور علم الآثار القديمة واللغات الشرقية معاوية إبراهيم، مستعرضين أبرز محاور الكتاب الذي يوثق تاريخ المسجد الإبراهيمي والتحديات التي يواجهها في ظل محاولات التهويد.
وأكد جرار أن الكتاب يمثل مستودعًا للحقائق وجسرًا لتعزيز الهوية الفلسطينية، وقيمة نضالية باعتباره شكلاً من أشكال المقاومة الثقافية، مشددًا على أهمية التوثيق بالكلمة والصورة في حفظ التراث الوطني وإبراز الهوية.
وأضاف أن فلسطين ستبقى عربية إسلامية، وأن المسجد الإبراهيمي سيظل مسجدًا للمسلمين، مؤكدًا أن التغييرات الطارئة على معالمه الشكلية لن تنال من حقيقته الراسخة.
بدوره، استعرض إبراهيم الكتاب الذي يتناول تاريخ المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، مسلطًا الضوء على مكانته العميقة في الديانات السماوية الثلاث، بوصفه يحتضن قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وزوجاتهم، ما يجعله من أبرز الأماكن المقدسة في العالم.
وقال، إن الكتاب رصد تطور المسجد عبر العصور وصولًا إلى مرحلة الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وأبرز الأحداث التي مرت به، وفي مقدمتها مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994، التي شكّلت نقطة تحول خطيرة في تاريخه، مشيراً إلى التغيرات المعمارية التي طرأت على المسجد.
وأكد أن الكاتبة وثقت الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقّ المسجد، ومدينة الخليل منذ احتلاله، وعمليات التهويد التي استحوذت على معظم أجزاء المسجد الإبراهيمي، مثمناً جهودها في ترسيخ هوية المسجد وقدسيته.
من جهتها قالت الشماس، إن الكتاب يعد وثيقة لما يتعرض له المسجد ومدينة الخليل وأهلها، للاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، وليست سردا تاريخياً بل موقفاً وطنياً، نرسمه بالوعي والكلمة الصادقة للأجيال المقبلة.
وأشارت إلى أهمية دور الوصاية الهاشمية في حفظ المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، مؤكدة دور جلالة الملك عبدالله الثاني في إبراز القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وأن لا أمن ولا استقرار إلا بالسلام العادل والشامل.
وأكد الأكاديمي في جامعة اليرموك الدكتور رياض ياسين، الذي أدار الحوار، أهمية الكتاب بوصفه إضافة نوعية للمكتبة العربية، مشيراً إلى ما يتعرض له المسجد من انتهاكات تهدد طابعه التاريخي والديني والمعماري.
وأثنى بدوره على الجهد البحثي للكاتبة، التي سلطت الضوء على واحد من أقدم المعالم الدينية والتاريخية في فلسطين، وما تضمنه الكتاب من مادة توثيقية وتحليلية تسهم في تعزيز الوعي العام بالقضية الفلسطينية وحماية التراث العربي الإسلامي.