طفل وأسرة

منصات التواصل.. أداة تعليمية أم مصدر تشتت لطلبة التوجيهي

هل تسرق الراحة النفسية؟

تبرز مرحلة الثانويه العامة كمصدر قلق وخوف للطلبة وذويهم، وذلك لما تحمله من ضغوطات كثيرة أهمها وأبرزها النفسية، وما تتضمنه من ارتفاع في مستوى الخوف والتوتر، والمادية الاقتصادية والتي تتمثل بالعبء المترتب بتوفير مدرسين خصوصيين أو مراكز تقوية وغيرها من المنصات التعليمية المنتشرة، أو اجتماعيه متمثلة بالاختصار الشديد للمجاملات العائلية ومحاولة توفير أجواء مناسبة للطالب وتخصيص مكان له في البيت يضمن له الخصوصية والراحة.

ومع كل هذه الاعباء المتراكمة، تظهر وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي بما تحمله من ايجابيات وسلبيات ظهر مؤخرا عبئ جديد وهو مواقع التواصل الاجتماعي وكل ما تتضمنه من ايجابيات أو سلبيات؛ فهي بكل الاحوال اخذت من الطالب وذويه الكثير من الاهتمام فهي توفر مصدر معلومات دراسية وتقنية تعرّفهم بكل المستجدات حول المواد الدراسية ومواعيد الامتحانات والمقترحات وكل ما يخص موضوع الثانوية العامة، وفي خضم تلك المعلومات يظهر جلياً ارتفاع مستوى الاهتمام من الطلاب بتلك المنصات وماينعكس عنه من ارتفاع في مستوى القلق.

ربما أن الخوف من الاختبار هو أمر طبيعي ومؤشر بأن الطالب لديه اهتمام ووعي يجعلانه يبذل قصارى جهده في الدراسه، لكن لو تحول ذلك الخوف الى قلق هنا تكمن المشكلة، ومما يتضح أن كثرة تداول الطلاب لمنصات التواصل الاجتماعي ساهم في زيادة حجم ذلك القلق، فهل من سبل للتخفيف منه وضبطه وسيطرته؟

والاجابة تكمن في النقاط التالية:

*تحلي الأهل بالصبر وسعة الصدر ومعرفتهم بقدرات أبنائهم، مما يخفف الضغط عليهم ويقلل من هروبهم لوسائل التواصل الاجتماعي.

*تركيز الطلاب على ماهو مفيد من تلك المنصات، والابتعاد عن كل من ينشر شائعات أو اخبار كاذبة أو مقلقة بما يخص الثانويه.

* مرجع الطالب وذويه المدرسة نفسها والمتمثلة بالادارة والمدرسين أو المدرسات.

* تنظيم وقت الطالب بطريقه حكيمة يشرف الأهل عليها بحيث يكون الوقت المخصص لمتابعة تلك المنصات محدوداً ومدروسا.

* وضع برنامج منتظم ومدروس لساعات الدراسة، يحتوي على نظام الاستراحات والمكافآت.

*تهدئة الطالب وطمأنته من قبل الاهل، وتركيزهم على - نقل معلومة - ان هذه المرحله آنيه ومؤقته وسوف تنتهي، وبأن يعتبرها فترة اختبار لجميع قدراته.

* السماح للطالب بالالتقاء بالاقارب والاصدقاء بين الفينه والاخرى لإبعاده قدر الامكان عن ذلك العالم الافتراضي «وسائل التواصل الاجتماعي».

* الفهم الواعي لدى الاهل ونقله لأبنائهم ان ليس كل مايذكر او يقال في مواقع التواصل هو ثقة او سليم تماما.

تعد مرحلة الثانوية العامة أمراً مفصلياً في الحقيقة، لكن بالقليل من التوجيهات السليمة للطلاب وكسب الثقة بينهم وبين ذويهم ومدرسيهم، سوف تمضي تلك المرحلة بأمان وبأقل مايكون من المشكلات، ولا ننسى ان هؤلاء الطلاب يملكون آمال وطموحات مستقبلية تقلقهم، فما من أمان أعظم من فهم مايريدون وفهم مخاوفهم ومحاولة تبديدها عن طريق مساعدتهم بأفكار واقتراحات واحتواء تام لهم.

ومن الضروري أن لا ينشغل الطالب بتلك المنصات بدلاً عن الدراسة حتى وإن كان يتلقى دروساً من خلالها، فتراه يتنقل من موقع إلى آخر ومن منصة إلى اخى منافسة في نفس الوقت، ولاحقا يشعر بأنه اضاع الكثير من وقته فيرتفع القلق لديه لأنه اصبح متأخراً في دراسته ويدخل في دوامة جلد الذات.

وسائل التواصل الاجتماعي وإن وجدت من الاساس لتعزيز التواصل وتوفير بعض الترفيه، وحاليا اتسع الامر وأصبحت مصدرا للكثير من المعلومات وتسمح بالتفاعل والمشاركة بتلك المعلومات، الا أنها سلاح ذو حدين، فنصيحتي للطلاب أن يحسنوا استخدام هذا السلاح فيما يصب في مصلحتهم.