غير مستعدين للحرب القادمة
12:07 28-4-2025
آخر تعديل :
الاثنين
(المضمون: الحرب الحالية لم تعد الجنود لقتال مستقبلي، خصائصه مختلفة، مثل القتال في مناطق مفتوحة. الجيش لم يكن مستعد قبل الحرب، وبالتأكيد لن يكون مستعد بعد الحرب، لأن تدريبات الجيش تقلصت - المصدر).منذ سنوات المستوى المهني لوحدات المشاة، المدرعات، الهندسة والمدفعية، في الجيش النظامي، مشكوك فيه، ناهيك عن مستوى وحدات الاحتياط. برنامج التدريب في الوحدات النظامية يعتبر محدود جدا، حيث أن معظم أيام السنة مخصصة للانشطة العملياتية والأنشطة المختلفة التي لا تتعلق بالتدريب بشكل مباشر.في ولاية غادي ايزنكوت كرئيس للاركان تعرض التدريب والاعداد للوحدات النظامية الى ضربة أخرى نتيجة تقليص آلاف رجال الخدمة الدائمة وتقصير مدة الخدمة الإلزامية للرجال، الامر الذي أدى أيضا الى تقصير مدة التدريب في الدورات المختلفة. نتيجة أخرى لذلك هي أنه نشأت فجوة بين المعايير المحددة وعدد الجنود الفعلي، الامر الذي أدى الى تقليص الوحدات النظامية، بل وحتى حل الوحدات أحيانا بسبب نقص القوة البشرية. تقصير مدة الخدمة الالزامية للرجال أدى الى نقص كبير في القوة البشرية، في الوحدات المساعدة للقتال – الطباخون، السائقون، رجال المخازن ورجال الصيانة – الذين بدونهم لا يمكن لأي كتيبة أن تعمل. في اعقاب ذلك اضطر قادة الوحدات الى نقل الجنود الى وظائف تدعم القتال، الامر الذي قلص بشكل اكبر الوحدات المقاتلة. أحيانا بلغ النقص 50 في المئة وحتى اكثر. ولا شك أن ذلك اضر جدا بالتدريب والاعداد. في حين حرص ايزنكوت على تدريب وحدات الاحتياط، فانه في فترة وريثه، الجنرال افيف كوخافي، تعرضوا لضربة شديدة. كوخافي اعتقد أنه لا توجد حاجة الى عدد كبير من الوحدات، بل وحدات مع مستوى تكنولوجي عالي. 'ليس الحجم هو الذي يحدد، بل النوعية – جيش صغير، تكنولوجي ونوعي'، قال، واستثمر بالأساس في الوحدات النظامية وأهمل تقريبا بشكل كامل وحدات الاحتياط.هذا الامر انعكس في أن معظم وحدات الاحتياط توقفت عن التدريب، بعض الوحدات التي ذهبت للقتال في عملية 'السيوف الحديدية' لم تتدرب خلال خمس سنوات، أيضا لم يتم استيعاب الوسائل القتالية الجديدة، التي بدونها كان من الصعب إدارة الحرب مثل منظومة السيطرة والرقابة، التي توجد في كل دبابة وحاملة جنود وفي مقرات القيادة. النتيجة القاسية كانت عدم التنسيق بين الوحدات، الامر الذي هدفت هذه المنظومة الى منعه، وفي اعقاب ذلك كان لنا الكثير من القتلى والمصابين بالنار الصديقة.نتيجة مشكلة الاهلية والمهنية. ففي اعقاب نقص التدريب خلال سنوات، وعدم الانضباط العملياتي، كان لنا الكثير من المصابين الذين كان لا يجب أن يصابوا. هذا كان نتيجة الدخول الى بيوت مفخخة بدون فحص مسبق وعدم تنفيذ مناورة أساسية في القتال في المناطق المأهولة، مثل الاقتراب من هدف مع تغطية وتخطي، وأيضا نتيجة اطلاق النار من الطرفين. اذا كان هذا هو الوضع قبل الحرب فما الذي كنا نتوقعه بعدها من حيث قدرة الجيش المهنية؟ هذا يأتي في ظل التهديد المتزايد على حدود الدولة في الدائرة الأولى والثانية والثالثة. الجيش الإسرائيلي يحارب منذ سنة ونصف، وفي كل هذه الفترة فان الوحدات المقاتلة في الخدمة النظامية وفي الاحتياط لم تتدرب على حرب إقليمية مستقبلية، التي تقتضي قدرة مهنية عالية في قطاعات مختلفة مع خصائص مختلفة مثل ارض جبلية، ارض مفتوحة وتعاون. الحرب الحالية جرت بالأساس في مناطق مأهولة. هذه حرب لا تدرب المقاتلين على القتال مستقبلي له سمات مختلفة مثل القتال في مناطق مفتوحة امام المصريين، الاتراك والسوريين، أو القتال في منطقة جبلية عند الدخول البري الى عمق أراضي مثلما في لبنان.بهذا لا تنتهي المشاكل. فبسبب استئناف القتال في قطاع غزة، توجد نية لابقاء قوات هناك لفترة طويلة. ما هي هذه القوات. الجيش الإسرائيلي يعاني من النقص في الوحدات المقاتلة في الجيش النظامي وفي الاحتياط في اعقاب التقليص الكبير في العشرين سنة الأخيرة. وحدات الاحتياط لا يمكن وضعها طوال الوقت في القطاع، الامر الذي سيؤدي الى الاضرار بقدرتها على التدرب، ويضيف لها انشغال عملياتي يتجاوز ما كان لها في السابق، حتى أيام التدريب القليلة التي كانت لها قبل الحرب ستلغى كليا. يجب الفهم بأنه في الوضع الحالي، عندما يتسرح الجنود النظاميون فانهم ينضمون الى وحدات الاحتياط بدون قدرة مهنية كافية، لذلك فانه خلال فترة صغيرة سنبقى مع جيش بدون قدرة مهنية، وقدرة على القتال وعلى الانتصار، الامر الذي سيؤدي الى تدمير مطلق على المدى البعيد، وسيبقي ارض محروقة، التي لا يمكن أن ينبت فيها أي شيء.كل ذلك يحدث لأن المستوى السياسي والمستوى الأمني ينشغلان في إطفاء الحرائق، وتدفعهم مصالح ضيقة، بدون رؤية بعيدة المدى. لذلك، نحن لم نكن في أي وقت في حالة استعداد للحرب القادمة.منذ إقامة دولة إسرائيل قبل 77 سنة هي تعيش على حد السيف وتحارب على وجودها. خلال السنين تحولت الى الدولة التي تتعرض للتهديد الأكثر في العالم. لذلك، من غير المعقول أن الجيش الذي شكل باستثمارات كبيرة من اجل الدفاع عن الدولة ومواطنيها، فقد في السنوات الأخيرة قدراته.(هآرتس)