انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات المؤتمر السنوي لكلية الدراسات العليا في الجامعة الأردنية، بمشاركة محلية وعربية، وحضور نخبة من الباحثين المرموقين والمتخصصين من داخل الأردن وخارجه.
وأكد رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، أن الجامعة يجب أن تكون منصة أكاديمية رصينة تجمع طلبة العلم في بوتقة تخدم المجتمع والوطن، بما يسهم في رفعة الأمة، وصقل المعرفة بصورة مبسطة تسخر لخدمة البشرية.
وقال: 'نحن بحاجة ماسة إلى أن تكون أبحاثنا أساسا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، خصوصا وأن الأردن يخطو خطوات ثابتة نحو التحديث في مختلف المجالات، بتوجيهات ملكية سامية من قيادة حكيمة تؤمن بأن الاستثمار الأسمى هو الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره مصدر التغيير الإيجابي.' وشدد رئيس الجامعة على أنه لا يمكن تحقيق بحث علمي رصين في أي جامعة ما لم يشارك فيه طلبة الدراسات العليا، مشيرا إلى ضرورة تجاوز البحث النظري إلى البحث التطبيقي.
وأضاف: 'علينا أن نخطو خطوات واثقة نحو مستقبل التعليم العالي في أردننا العزيز، فقد آن الأوان للتميز في العلم بشكل عام، وفي الدراسات العليا بشكل خاص'، لافتا إلى أهمية مراقبة العديد من النشاطات لضمان إدارتها بكفاءة.
وأشار إلى أن مستقبل الدراسات العليا والبحث العلمي يواجه تحديات كبيرة، لا سيما في ظل الانتشار الواسع لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي أثرت على دقة وصدق المعلومات المقدمة من قبل الباحثين، مؤكدا ضرورة إعادة النظر في التشريعات الناظمة للعمل البحثي.
من جانبه، أكد عميد الكلية ورئيس لجنة المؤتمر، الدكتور سهيل حدادين، أن هذا المؤتمر يحمل رسالة واضحة حول الدور الريادي للجامعة في صناعة المعرفة ودفع عجلة التقدم.
وقال: 'شعرت الكلية بالحاجة الملحة لإحياء الفضاء العلمي الذي يتيح لطلبتنا عرض أبحاثهم، ومناقشة أفكارهم، وبناء جسور من الحوار والتفاعل مع أساتذتهم وزملائهم.' وأكد أن الكلية ستعمل على ترسيخ هذا المؤتمر كمحطة سنوية دائمة تعكس حيوية البحث العلمي في الجامعة، وتعزز فرص التعاون والتطوير.
وأوضح أن المؤتمر ليس فقط منصة لعرض الأبحاث، بل هو أيضا مساحة لتعميق الانتماء الأكاديمي، وتشجيع الطلبة على ربط مشاريعهم البحثية بقضايا مجتمعهم وتطلعاته.
وقال: 'نحن نؤمن أن الباحث الحقيقي لا يكتفي بالمعرفة النظرية، بل يسعى لأن تكون أبحاثه جزءا من الحلول، وله دور محوري في النهضة العلمية والاقتصادية لوطنه.' ويستمر المؤتمر ليوم واحد، ويتضمن عددا من الجلسات العلمية المتزامنة التي تناقش قضايا ملحة في مستقبل البحث العلمي، مثل: الملكية الفكرية، النشر الإلكتروني، براءات الاختراع، أخلاقيات البحث العلمي، والنزاعات الأكاديمية في مجال الأبحاث، من خلال حوار مفتوح مع أكاديميين ومختصين على المستويين المحلي والعربي.
ويهدف المؤتمر إلى استخلاص مخرجات تساهم في الارتقاء بجودة البحوث العلمية على الصعيدين العلمي والإنساني، باعتبار أن الأبحاث تعد عنصرا أساسيا في الارتقاء بالواقع الحضري للبشرية.