شباب وجامعات

هل تنهك الضغوط النفسية طلاب الجامعات؟

شهادات طلابية وآراء مختصين تكشف الواقع وتوصي بالحلول

بين زخم المحاضرات وتكدّس الواجبات والامتحانات، يواجه طلاب الجامعات ضغوطًا نفسية متزايدة باتت تؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم العلمي واستقرارهم النفسي. تحديات يومية يضطر الطلبة للتعامل معها وسط محاولات للتوفيق بين الالتزامات الدراسية، والحياة الاجتماعية، وأحيانًا العمل الجزئي.

الطالبة دانا النقرش وصفت تجربتها مع هذه الضغوط بقولها إن كثافة الواجبات والمشاريع وضغط الامتحانات يشكل عائقًا أمام تحقيق التوازن بين الدراسة والالتزامات الشخصية أو المهنية. وأضافت: 'الضغط المتزايد يسبب لي القلق ويؤثر على جودة العمل الذي أقدمه، لذلك أحاول دائمًا تنظيم وقتي وتقسيم المهام وتخصيص فترات للراحة لتقليل التوتر'.

أما الطالب خالد بني ياسين فرأى في الفشل فرصة للتعلم لا سببًا للإحباط، موضحًا: 'الإخفاق في بعض المواد قد يكون دافعًا لمراجعة النفس وتحسين الأداء. النجاح يحتاج إلى خطة واضحة وتوازن بين الدراسة والعمل، والاستفادة من دعم الأساتذة والأصدقاء'.

من جانبه، قال الطالب ع.س إن الجمع بين الدراسة والعمل المسائي يضاعف من حدة التوتر والقلق، ما يؤدي أحيانًا إلى تقلبات مزاجية وفقدان التركيز. وأكد أن إدارة الوقت بشكل فعّال تظل الطريقة الأفضل للتخفيف من الضغوط.

شخصية الطالب والعائلة.. عوامل حاسمة

يرى استشاري الطب النفسي الدكتور فؤاد رضوان أن نمط شخصية الطالب يلعب دورًا أساسيًا في كيفية استجابته للضغوط. وقال: 'الطلاب الذين يعانون من فرط التفكير غالبًا ما يكونون عرضة للتوتر والقلق، وتستمر آثار ذلك معهم حتى بعد التخرج. بالمقابل، فإن الطلاب الذين يمتلكون مهارات تنظيمية وذكاء عاطفي يكونون أقدر على التكيف'.

وأضاف رضوان أن دعم الأسرة مهم جدًا لمساندة الطالب خلال مراحل الضغط، وأن كلمات بسيطة من الأصدقاء مثل 'أنت قدها' و'أنت قادر' قادرة على رفع المعنويات وتخفيف العبء. كما شدد على أهمية المحاضرات التوعوية التي تنظمها الجامعات لتدريب الطلبة على مهارات إدارة الوقت وتحديد الأولويات.

وأكد أن النوم الجيد، إلى جانب التغذية السليمة وممارسة الأنشطة، من العوامل الأساسية لتعزيز القدرة على مواجهة الضغوط وتحقيق أداء أكاديمي متوازن.

الفنون وسيلة علاجية

المرشدة التربوية رحمة الشجراوي حذرت من تأثير الضغوط النفسية على تركيز الطلبة وأدائهم، مشيرة إلى أن بعض الطلاب يختارون الانسحاب وتجنب الدراسة كآلية هروب، مما يفاقم المشكلة.

وقالت: 'الفنون والكتابة تعتبر من الوسائل الفعالة للتعبير عن المشاعر وتفريغ الضغط، خصوصًا لأولئك الذين يصعب عليهم الحديث عمّا يشعرون به. كما أن التعامل مع الفشل بوصفه جزءًا من التجربة الحياتية، لا نهاية لها، يعزز من المرونة النفسية ويمنح الطالب قدرة على إعادة المحاولة'.

وختمت الشجراوي بالتأكيد على دور الدعم الاجتماعي في خلق شعور بالأمان وتقليل مشاعر الوحدة والاكتئاب، مشيرة إلى أن الأصدقاء والأسرة يمكن أن يكونوا خط الدفاع الأول في مواجهة الضغوط النفسية التي يعاني منها الطلبة في حياتهم الجامعية.