أعلنت هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، اليوم الاثنين، بدء تنفيذ مبادرة 'سفراء النزاهة في الجامعات الأردنية' بمرحلتها الأولى.
وقال رئيس مجلس الهيئة، الدكتور مهند حجازي، خلال احتفال نظمته جامعة العلوم التطبيقية، بحضور رئيس مجلس أمنائها، الدكتور هيثم أبو خديجة، إن هذه المبادرة تأتي انطلاقًا من الإيمان العميق بأن الشباب هم عماد التغيير، وركيزة الإصلاح، وقادة المستقبل، وأن إشراكهم في جهود تعزيز النزاهة والشفافية هو اعتراف بدورهم وقدراتهم في البناء والمحافظة على مكتسبات الوطن.
وأكّد أن الحديث عن النزاهة ومكافحة الفساد لم يعد مجرد خطاب نخبوي، بل أصبح مطلبًا مُلحًّا يجب أن يتجذّر في ثقافة المواطنين، لا سيما الطلبة، مشددًا على أهمية محو فكرة الفساد الانطباعي من أذهان المواطنين بالبينة والبرهان.
ولفت إلى أن مبادرة سفراء النزاهة ليست مجرد نشاط توعوي عابر، ولن تكون كذلك، بل هي مشروع وطني متكامل ومتواتر في مجتمع يشكّل الشباب نسبة كبيرة منه، ما يفرض على الهيئة، كجهة رقابيّة، إشراكهم في جهود الوقاية من الفساد عبر تزويدهم بالمعرفة، وتعزيز وعيهم بدورهم كمواطنين شرفاء، وتحفيزهم على أن يكونوا مؤثرين إيجابيين في بيئاتهم الدراسية والمهنية والاجتماعية.
من جانبه، قال نائب رئيس الجامعة، الدكتور صالح العقدة، إن هيئة النزاهة ومكافحة الفساد تمثّل اليوم نموذجًا حيًّا على التوازن بين قوة القانون ووعي المجتمع، وقد نجحت في بناء ثقة حقيقية بين المواطن والدولة من خلال انفتاحها على مختلف المؤسسات، وفي مقدمتها الجامعات التي تُعدّ الحاضنة الطبيعية لنشر هذه المفاهيم، وبناء جيل واعٍ يرفض الفساد ويؤمن بالنزاهة سلوكًا ونهجًا.
وتضمّن الحفل ورشة توعوية قدّمها فريق من قسم التوعية بمديرية النزاهة والوقاية في الهيئة، شملت عروضًا تقديمية وشروحًا تفصيلية حول آليات عمل الهيئة في محوري إنفاذ القانون، والوقاية والنزاهة، إلى جانب التعريف بمعايير النزاهة الوطنية.
وعرض فريق التوعية حالات عملية لعددٍ من القضايا التي تعاملت معها الهيئة، مؤكدًا أهمية إشراك الجامعات، كبيئات حاضنة للفكر الشبابي، في جهود تعزيز النزاهة والشفافية، ودور هذه المبادرة في استثمار قطاعات الشباب الجامعي في نشر ثقافة النزاهة، وتعزيز الوعي بأهمية احترام سيادة القانون، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، ونبذ أشكال الفساد كافة.
يُشار إلى أن مبادرة سفراء النزاهة في الجامعات تهدف إلى رفع مستوى وعي الشباب الجامعي بدورهم الأساسي في حماية مقدرات الوطن، والمشاركة الواعية ببناء مجتمع ينهض بقيم العدالة، والشفافية، والمساءلة، وتستهدف في مرحلتها الأولى خمسة آلاف طالب وطالبة، كثمرة تعاون بنّاء بين الهيئة والمؤسسات الأكاديمية في المملكة.