برنامج الأغذية العالمي: مليونا نازح يفتقرون لأبسط مقومات الحياة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 44 شهيداً، و145 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال 24 ساعة الماضية. وأفادت الوزارة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار 2025 بلغت (1,827 شهيداً، 4,828 إصابة). في وقت حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من انهيار مستشفيات الأطفال في القطاع الفلسطيني بسبب استمرار جيش الاحتلال في منع دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 51,201 شهيد و 116,869 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وقالت: لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ويستمر تدهور القطاع الصحي في قطاع غزة مع استمرار الحرب والحصار وتدمير البنية الأساسية. ويواجه آلاف الجرحى والمرضى ظروفا إنسانية قاسية نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
ويأتي ذلك في ظل إغلاق الاحتلال المعابر ومنع دخول المساعدات الطبية إلى القطاع.
وأكدت الصحة استشهاد 9 فلسطينيين - بينهم نساء وأطفال - إثر قصف إسرائيلي فجر امس منزل عائلة درويش في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. واستشهاد 5 مواطنين بقصف لمسيرات إسرائيلية على شارع النخيل في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وقالت الصحة: «تسبب قصف من مسيرة إسرائيلية -على تجمع للمواطنين في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع - في استشهاد مواطن وإصابة آخرين، كما استشهدت فلسطينية - علاوة على إصابة 4 آخرين بينهم أطفال - جراء قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس جنوب القطاع.
وفي ذات السياق، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه سواحل بحر مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على حي التفاح شرقي المدينة. وقصفت زوارق الاحتلال شاطئ مدينة رفح جنوبي غزة.
ووسط القطاع أطلقت دبابات الاحتلال قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المواطنين في مدينة دير البلح ومخيم المغازي.
وواصل الجيش الإسرائيلي، الأحد، غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، بتركيز على منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس، بالإضافة إلى تدمير مبان سكنية في مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، شن الطيران المسير الإسرائيلي غارة على محيط أرض أبو معلا شمال غرب مخيم النصيرات، بينما استهدفت نيران المدفعية والإطلاق العشوائي للنار المناطق الشرقية والغربية لمدينة غزة، ما تسبب في حالة من الذعر والخوف بين السكان المدنيين.
وأقدم الجيش الإسرائيلي على نسف عدد من المباني السكنية جنوب شرق مدينة غزة، بينما شنت الطائرات الحربية غارات جديدة على حي التفاح، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
هذا وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، امس، إنها تدير حاليا 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة يعيش فيها «أكثر من 90 ألف نازح»، وسط استمرار الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وأفادت الوكالة في تدوينة على حسابها بمنصة «إكس»: «تدير الأونروا حاليا 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة، حيث يعيش فيها أكثر من 90 ألف نازح».
وأوضحت أن «الوضع الإنساني المتدهور (في غزة) يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية».
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تقدر بأن «ما يقارب 420 ألف شخص نزحوا مجددا منذ انهيار وقف إطلاق النار».
بدوره، قال أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة «إن القطاع دخل في حالة مجاعة وإن الوضع الإنساني بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي».
ويأتي ذلك في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الطبية.
ومن جانبها، أكدت يونيسيف أن مستشفيات الأطفال وحديثي الولادة في غزة تفتقر إلى معدات طبية، وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة، في ظل استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ 18 آذار الماضي.
وذكرت المنظمة الأممية - في تصريح صحفي - أن بقاء أطفال غزة على قيد الحياة يعتمد على إعادة فرض وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات إلى القطاع، مشددة على ضرورة السماح بدخول هذه المساعدات إلى القطاع مجددا. وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أوضح - في تقرير أمس - أن أكثر من 18 ألف طفل بالقطاع استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، من بينهم 892 لم يبلغوا عامهم الأول، و281 رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب. وحذر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل خطير، في ظل استمرار العدوا? الإسرائيلي والحصار الخانق، ما يضع نحو مليوني إنسان، غالبيتهم من النازحين، في مواجهة شبح الجوع والعوز الكامل.
وأكد البرنامج في بيان له، امس، أن أهالي غزة يعيشون دون أي مصدر دخل، ويعتمدون بالكامل على المساعدات الغذائية المحدودة التي تصل بصعوبة، وسط تراجع حاد في المخزون الغذائي، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة.
وأشار البيان إلى أن استمرار إغلاق المعابر أمام دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية، يفاقم من تدهور الأوضاع، ويمنع تدفق المواد الأساسية التي يحتاجها السكان للبقاء على قيد الحياة.
ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى تدفق فوري ومستمر للمواد الغذائية إلى القطاع، لتفادي انهيار كامل في الأمن الغذائي، مؤكدًا أن المدنيين الفلسطينيين يواجهون ظروفا إنسانية كارثية، وسط نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء ودواء.
وحذر من عواقب وخيمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مؤكدا أن المدنيين في غزة يواجهون بالفعل ظروفا إنسانية كارثية ونقصا حادا في جميع مقومات الحياة.
ويعتمد جميع سكان غزة تقريبا الآن على مطابخ الجمعيات الخيرية التي لا تعد سوى مليون وجبة يوميا، في حين أُغلقت برامج توزيع الغذاء الأخرى بسبب نقص الإمدادات.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أشارت إلى أن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون في قطاع غزة، ويتعرضون للقصف والتجويع. ودعت «أونروا»، في تصريح لها إلى ضرورة تجديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفع الحصار وإعادة فتح المعابر بما يسمح بدخول المساعدات بشكل مستمر.
وقالت إنّ إمدادات الغذاء والدواء والوقود والخيام تتكدس عند معابر قطاع غزة، بعد أن منعت إسرائيل دخولها منذ 7 أسابيع.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أنّ قطاع غزة يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب، أي منذ نحو 18 شهرا، قائلا: «عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج نتيجة سوء التغذية ارتفع إلى 3600 طفل بعد أن كان عددهم ألفي طفل الشهر الماضي».