لم تتوقف طموحات الفارس عبدالله شادي الحوراني عند تحقيق النجاحات بمسابقات وبطولات القفز عن الحواجز المحلية، بل تعدى الأمر ليضع نفسه أولاً بين الفرسان الأردنيين الأكثر تميزاً، ومن ثم الانطلاق إلى آفاق أوسع عبر المناسبات العربية والإقليمية والقارية.
الآن، وبعد سلسلة من المشاركات يضع الحوراني ابن الـ 20 عاماً نصب عينه نحو بطولة يعتبرها الأهم في مشواره الذي بدأ قبل نحو عشر سنوات، وهي بطولة الشرق الأوسط التي ستقام في قطر بشهر تشرين الثاني المقبل.
هذه البطولة التي سيكون عبدالله ممثل الأردن الوحيد بها لن تكون مجرد محطة إقليمية عادية له، إنما سيعمل خلالها الفارس الواعد على إثبات تألقه وخصوصاً أنه تأهل إليها باقتدار بعد نتائج متقدمة جداً حققها في بطولات Group VII (young riders) التأهيلية لها، وآخرها في مدينة جدة السعودية في كانون الثاني الماضي، عندما حل ثانياً وثالثاً ورابعاً في الفئات التي شارك بها، وقبل ذلك بعام 2024 في بريطانيا التي شهدت فوزه بالمركز الأول مرتين والثاني والثالث.
ويؤكد الحوراني، أن تلك النتائج التي أسهمت بتأهله إلى بطولة الشرق الأوسط القادمة، تمنحه حافزاً إضافياً لاعتلاء منصات التتويج وأن تكون قطر محطة عبور له للتقدم أكثر وتحقيق أهم أهدافه بالوصول إلى بطولات كأس العام ودورات الألعاب الأولمبية.
وإلى جانب طموحاته القادمة التي يبدو أنه يصر على تحقيقها، روى الحوراني لـ 'الرأي' مسيرته التي بدأت عام ٢٠١٦ مع نادي الجواد العربي، ولكنه لم ينتظر كثيراً لفرض تألقه بعدما فاز بالمركز الأول على مستوى المجموع العام لبطولات المملكة عام ٢٠١٧، وثم استمر حضوره اللافت عامي ٢٠١٨ و٢٠١٩، قبل التوقف اضطرارياً بسبب جائحة كورونا آنذاك.
وسجل عام ٢٠٢٣ العودة القوية للحوراني الذي خاض معسكرات تدريبية مكثفة في هولندا وبلجيكا وبريطانيا، ليتبع ذلك توجهه إلى العاصمة السعودية الرياض، والمشاركة في Global champions tour playoffs أكبر بطولة في العالم محققاً وقتها المركز السادس على ارتفاع ١٣٥سم.
وبعد ذلك ظهر الحوراني في بطولة المملكة وشارك بأعلى فئة للكبار على ارتفاع ١٤٥سم، كأصغر الفرسان سناً على هذه الفئة، وهو الأمر الذي لم يمنعه لفرض حضوره وبقوة بعدما فاز أيضاً بالمركز الأول.
إن ما حققه الحوراني في هذه الفترة الزمنية القصيرة يؤكد أن الفروسية الأردنية تنتظر موهبة قادرة على العطاء والتميز، والرعاية التي يقدمها اتحاد الفروسية الملكي بقيادة سمو الأمير عالية بنت الحسين ستشكل دافعاً لبروز الحوراني وغيره من الفرسان الواعدين والطموحين.