ثقافة وفنون

كتّاب ومثقفون: الوعي والمعرفة سلاح وطني ضد محاولات النيل من الأردن واستقراره

أكّد عدد من الكتاب والمثقفين والمسؤولين في قطاع الثقافة أهمية الوعي الوطني لشبابنا أمام الرياح العاتية التي تهبّ علينا كلّ فترة وتتقصد النيل من أمن الأردن واستقراره. ورأوا أنّ الثقافة فعل وعي ومعرفة بالأجندات والأهواء المغرضة، مثمنين مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ووعي أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة في الدفاع عن الوطن ومكتسباته.

العياصرة: الفكر والمعرفة

وقال مدير عام دائرة المكتبة الوطنيّة الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة إنّ الوعي هو الرهان الأوّل للوقوف والتصدي لكلّ المحاولات الرامية إلى زعزعة أمن الأردن والنيل من قوته وثباته، مؤكدًّا أن على أبنائنا أن يتسلحوا بالثقافة والفكر النقيّ والحقيقي، وأن يكونوا محصّنين فكريًّا وعلى درجة عالية من المعرفة.

وأضاف الدكتور العياصرة أنّه لا بدّ من تزويد أبنائنا وبناتنا بالمعلومات التي تنمّي ارتباطهم بالأردن وحفاظهم على مكتسباته ومنجزاته والوقوف معه أمام تحدياته، وهو ما يتجلّى من خلال مناسبة «اليوم الوطني للعلم»، ورمزية العلم التي تدعونا إلى الفخر والاعتزاز، حين نرى الشباب يحتفون به الاحتفاء اللائق؛ فحين ترى العلم تحسّ بإحساس كبير، وترفع الرأس عاليًا في سماء الوطن، وقوفًا وإجلالًا واحترامًا له.

وأكّد العياصرة أنّ العَلَم يجمع في رمزيّته كلّ تاريخ الأردن ومبادئه وثباته وقوّته، ويجمع الجذور والجغرافيا وكل أطياف الفسيفساء الإنسانيّة، حيث تعلو راية الإنجاز والولاء للوطن.

وقال العياصرة إنّ محاضراتنا وندواتنا ومثقفينا والمجتمع الواعي، جميعها عناصر تجعلنا نزيد من مساحة الاعتزاز بالوطن وقيادته الهاشميّة المظفرة، وكذلك تفعل القصيدة والمسرحية والفنون التشكيلية والموسيقية وغيرها من الفنون والآداب والفكر والمعرفة، وذلك ما ينعكس على أفعالنا، ومن هنا فإنّ علينا أن نكون واعين معرفيًّا وسياسيًّا وأمنيًّا، بحيث لا تنطلي علينا الأقاويل والافتراءات وغير ذلك من سموم الأفكار الدخيلة علينا وعلى الوطن، خصوصًا التنظيمات التي تهدف إلى النيل منّا والمسّ بوطننا ومنحزاتنا ومواقفنا الأردنية المشرفة.

ونبّه الدكتور العياصرة إلى خطر الانجرار وراء الذباب الإلكتروني والأجندات المغرضة والأسماء المستعارة ورياح السموم وبثّ التفرقة بين النسيج المجتمعي الأردني الواحد، مؤكّدًا أنّ المناهج المدرسيّة والفعاليات الثقافية الوطنية وسائل مهمّة للتوعية، خصوصًا في ظلّ انتشار التكنولوجيا والمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أكّد العياصرة الدور الكبير الذي تقوم به أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة الباسلة وكلّ مؤسساتنا الوطنية في التوعية والدفاع عن الوطن.

وقال إنّ دائرة المكتبة الوطنية تقوم بدورها التثقيفي والتوعوي والإرشادي، خصوصًا في ظلّ احتفالاتها بيوبيلها الذهبي ومرور خمسين عامًا على تأسيسها، محذرًا من قبول الصداقات وعدم التبصّر بالأسماء المستعارة والأفكار السلبية الضارة، وفي سياق الاحتفال بهذه المناسبة، كيوبيل ذهبي لدائرة المكتبة الوطنية، قال العياصرة إنّ العديد من الأنشطة والمحاضرات تصبّ في هذا الجانب، وتركّز على أخلاقيات المهنة والتبصير بأخطار وأخطاء إلكترونية نقع فيها دون أن نعي أضرارها، لافتًا إلى عناوين ومحاضرات متنوعة خلال عام الاحتفال بهذه المناسبة.

الرواشدة: الوطن الراسخ

من جهته، قال الروائي والكاتب السياسي رمضان الرواشدة: أؤمن أنّ الأردن دولة راسخة لا يفتّ من عضدها أيّ محاولة للتخريب من هنا أو من هناك، أو أيّ أصوات تخرج للتشويش على مسيرة هذا الوطن، فهذا الوطن تعرّض منذ أكثر من مئة عام إلى العديد من المحاولات الداخلية والخارجيّة للإخلال بأمنه واستقراره وثباته وقيادته، ولكنّها كلّها ذهبت أدراج الرياح، وبقي الأردن سيّدًا حرًّا عزيزًا، ومنذ ما سُمّي بالربيع العربي، والذي دمّر بلدانًا عديدة، حاولت تنظيمات وجماعات عديدة أن تستقوي على الدولة الأردنيّة، ولكنّ الدولة الأردنيّة استطاعت احتواء تلك الفترة فمرّت بسهولة. ولكن هذه الجماعات والقوى اعتقدت أنّ مواجهة الدولة لحركاتهم والتي استهدفت ضرب الأمن، بالاحتواء، كانت نتيجة ضعف وليس نتيجة موقف قوّة من الدولة لاحتواء ما يتمّ داخلها، ووصل الأمر في الفترة الأخيرة إلى المخطط الذي كشفت عنه دائرة المخابرات العامة بوجود خلايا تنظيمية وتسليحية كانت تهدف إلى زعزعة أمن الأردن.

وأكّد الرواشدة أنّ أمن الأردن واستقراره وثباته كدولة قوية في محيط ملتهب، موضوع مهم، فكلّ جيرانا يعانون من حولنا وبقي الأردن ثابتا، ولذلك فأمن الأردن واستقراره هو خط أحمر عند كل أردني وعربي، والأردن هو الداعم والسند لفلسطين وهو الرئة التي يتنفس بها الشعب الفلسطيني، ونحن ننظر إلى الموقف الذي عبّر عنه جلالة الملك وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والحكومة والموقف الشعبي المؤيدة للشعب الفلسطيني، مصدر قوة للدولة الأردنية الراسخة التي لا يؤثر فيها كلّ ما يحدث.

برجس: الرسالة الإنسانية

وقال الأديب والروائي جلال برجس: نشهد هذه الأيام مرحلة إشكالية على الصعيد العالمي، لها انعكاساتها على العالم العربي، وبالتالي تفرز نتائجها في الأردن لما له من مكانة جغرافية، وديموغرافية، وتاريخية، وثقافية، وسياسية لافتة. وأمام هذه العواصف العاتية لابد من الفهم العميق للوطن والوطنية، والتعامل معهما بمنطق الدفاع والديمومة لأجل أن يستمر الوطن فنستمر.

وأضاف برجس: إننا أبناء وطن منفتح على الجميع، وله رسالة إنسانية متجذرة في المكوّن الأخلاقي العالمي، لذا من الواجب والضرورة أن نلتفّ حول القيادة، وأن نثق بقدراتها ورؤاها نحو الطريق إلى بر الأمان؛ فمنذ أن تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية وهو لا يدخر جهدًا في الارتقاء بمكانة الأردن على الصعيدين المحلي والعالمي، رغم أننا حقل خصب في أتون نيران لم تهدأ قط.

الشماسين: الأمن والاستقرار

وقال رئيس دارة الشعراء الأردنيين الشاعر تيسير الشماسين، في بيان صدر عن «الدارة': في الوقت الّذي نؤكّد فيه على وقوفنا خلف قيادتنا الهاشميّة الحكيمة شادّين بقوة على أيادي أجهزتنا الأمنيّة و جيشنا العربي، فإنّنا بذات الوقت نستنكر و نشجب العمل الجبان الّذي أقدمت عليه حفنة من الخارجين على القانون والنّظام مستهدفة أمن البلد واستقراره، ضاربة القيم و المبادئ والأعراف و لُحمة الشّعب الواحد و تماسكه عرض الحائط.

وأضاف الشماسين: إنّ هذا الجرم الّذي لا تغفره سماء ولا تقبله أرض، سابقة في مجتمعنا المسالم لم يأت به أحد من قبل. أمّا وقد سوّلت أنفسهُم باقترافه فنحن مع إحقاق القانون وإنزال أقصى العقوبات بهم ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر، فلا سبيل للتّعاطف مع خائن و لا طاقة لسويٍّ باستيعابه.

وقال الشماسين: لقد آن الأوان لإعادة النّظر من قبل الجهات الرّسميّة بحيّز الحرّيّة الممنوح لأصحاب الفهم الخاطئ للحريّة، وإعادة الأمور إلى نصابها الّتي كانت عليه، حينما كان أصحاب السّرائر النّقيّة يدركون تماماً أنّ الحرّيّة لا تكون نابعة إلّا من احترام المرء لنفسه أوّلاً، و أنّ القومية الّتي لا تكون نابعة من المُواطنة الشريفة هي محض ادّعاء.. نعم لقد آن الأوان للضّرب بيدٍ من حديدٍ، و معاقبة كلّ من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن و استقراره، فالإرهاب لا دين له و لا ملّة ولا عرق.