غزة في قلب الحدث في الحراك البطولي الأردني، فيما تترسخ مواقف الاردن الثابتة ازاء الاشقاء الفلسطينيين في متوالية أردنية أصيلة وشامخة للعلاقة الاردنية الفلسطينية والتي تجذرت منذ بدء الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية، واصل الاردن وعبر اكثر من سبعة عقود موقفه الراسخ في دعم الموقف الفلسطيني وقضيته عبر المحافل والميادين العربية والعالمية ودون منافس.
وفيما تواصل ماكنة البطش الصهيونية عدوانها على الاشقاء الفلسطينيين في ضراوة مميتة وحرب ابادة معيبة بحق اهلنا، يواصل الاردن دوره الانساني في توفير سبل الحياة للاشقاء وعبر المستشفيات الميدانية الأردنية العاملة في شمال وجنوب قطاع غزة ومدينة نابلس، في مهام جسام لم تتوقف تحت نيران العدو الصهيوني، ليظل الاردن قيادة واجهزة ومؤسسات طبية وموقف شعبي ورسمي الهاجس والكابوس للدولة الصهيونية، بيد ان موقف الاردن الرسمي شكّل جذوة نار تٌلهب رأس المؤسسة الصهيونية بعد ان تعمق ارث الهاشميين في تبني القضية وشعبها.
وفي الوقت الذي وقف نشامى المستشفيات الميدانية على رأس عملهم طيلة أيام عيد الفطر وتقديم خدماتها الطبية والصحية، مؤديةً دورها الإنساني رغم الظروف الحرب التي تشنها دولة الكيان على شعبنا في القطاع وبصورة متواصلة منذ اكثر من عام، يقف سيد البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين على أولويات الأردن في دعم موقفه السياسي والانساني، وفي دور اضطلع به الاردن كدولة أولى تأتي القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، بيد التحرك الملكي والذي سجل الاردن كأول دولة سارعت قيادتها بالتحرك لاحتواء التصعيد الذي شنته ماكنة الاجرام الصهيونية على القطاع في اكتوبر 2023، وجولة الملك الأوروبية انذاك، وما تبعها من مواقف صارمة قادها سيد البلاد واضطلعت بها الديبلوماسية الاردنية بلغة حازمة عبر وزير الخارجية ايمن الصفدي، وما تلا ذلك من لقاء الملك بالرئيس الامريكي في البيت الابيض واعلان موقف الاردن الرسمي بحزم في عقر البيت الابيض الرافض للتهجير في جرأة سجلت للدولة الاردنية وقيادتها.
وفي السياق ذاته، وفي مواصلة للدور الاردني الحازم والصارم في دعم الاشقاء الفلسطينيين، لم يدخر الملك جهدا في استثمار زيارته للعاصمة الالمانية، حيث زار جناح جمعية استعادة الأمل الأردنية المشاركة في القمة العالمية للإعاقة ببرلين، في رسالة للعالم اجمع وللدولة الصهيونية والمنظومة الامريكية ان الاردن ماضٍ في مواصلة دعم شقيقه الفلسطيني لا سيما ضحايا العدوان الصهيوني، ذلك الهدف الذي من شأنه تأسست مبادرة استعادة الأمل العام الماضي وبتوجيهات سيد البلاد بهدف دعم مبتوري الأطراف في غزة، وتم خلالها اعادة نبض الحياة والأمل لأكثر من 415 شخصا تم تركيب أطراف اصطناعية متطورة تمكنوا من استخدام أطرافهم من جديد في غضون ساعات قصيرة.
ولم تتوقف رسالة الملك في تأكيد دعم الاردن للشقيق الفلسطيني عند زيارته للجمعية، فقد اعقبها برسائل متتالية خلال كلمته امام المشاركين في القمة العالمية الثالثة للإعاقة (GDS 2025)، التي تُعقد بتنظيم مشترك من الحكومتين الأردنية والألمانية والتحالف الدولي للإعاقة، والتي عرت الوجه الحقيقي للدولة الصهيونية، وحديثه من ان قطاع غزة لديه أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف على مستوى العالم بالنسبة لعدد السكان، في رسالة واضحة وصادمة للمجتمع الدولي قاطبة.
موقف الأردن الهاشمي ازاء القضية الفلسطينية يُعول عليه لمستقبل المنطقة لا الجوار الفلسطيني فحسب، وهو ذاته الموقف الذي يتجدد ويتكرر ان لا سلام في المنطقة الا بحصول الشقيق الفلسطيني على حقه في اقامة دولته وتقرير مصيره، الصوت الأردني سيظل صلدا قويا مُنصفا للحق والعدل والعدالة الانسانية طالما ظل ارث الهاشميين حيا نابضا أصيلا.