تتكاثر الحروب، حتى أن كل حرب تلد حرباً، وتتعدد اسماؤها: حرب سياسية، حرب اقتصادية، حرب إعلامية (كلامية)، حرب رياضية، حرب مائية، حرب حوادث السير، وغيرها من الحروب التي لم تهدأ.
وعندما نقول حرب حوادث السير، فلأنها في الأردن، صارت مقلقة للناس ومهددة لأرواحهم، إذ لا يخلو يوم من الأيام، إلا وكان هناك قتلى وجرحى وأصحاب إعاقة، وجميعهم يشكلون خسائر للدولة عوضاً عن المآسي التي تُترك في نفوس الأهالي وذوي هؤلاء.
شباب في مقتبل العمر تُزهق أرواحهم، وأطفال يفقدون آباءهم وأمهاتهم، ليعانوا قسوة الحياة إلى جانب اليُتم، ودمار للمتسببين بالحوادث ولأُسرهم، وفي النهاية، عدد المتضررين كما لو هم يقاتلون عدواً على الجبهة.
تعددت الأسباب والموت واحد، ولكننا لم نتعظ أو نتخذ أمراً حازماً وحاسماً للحد من هذا الكوارث، إذ ما ان تفيق من نومك في الصباح وفي المساء، إلا وقرأت على هاتفك رحيل شاب أو طفل أو كهل، وكأن شيئاً لم يكن، والموتى مجرد أرقام، أو شطب سيارة!.
شاب متهور طائش يقود مركبته بسرعة جنونية، حتى لو كانت تفتقر للكوابح، وآخر أصابه الغرور بأنه يقود سيارة فارهة الصنع، وأنه ابن فلان صاحب جاه ومال.
ولا يخرج عن هذه'العنجهية»، من هو مشغول بالهاتف، مستمعاً لأغنية هابطة، أو مشاهداً لفيديو وما أكثر الفيديوهات، وقد يكون منهمكاً في اتصال أو كتابة رسالة غزل!.
قواعد السير، قليل من يلتزم بها، والسلوكات عادة ما يجنح أصحابها من مسار إلى مسار دون إعطاء غماز، أو فسحة مرور عند ازدحام، وماذا عن الإضاءة المشعة للمركبات في الليل، وعلى العكس، منها ما تفتقر إلى الإضاءة والغمازات؟!
على أن هناك ما يساعد على مثل هذه الحوادث، مطب لا تراه بمكبّر رؤية، أو حفرة عفا عليها الزمن، ومنعطف لا تعرف أين يأخذك يميناً أو شمالاً، إضاءات باهتة وبعض الطرق كما لو هي تراب، عدا أنها ضيقة، وشواخص غير كافية، بعد أن تكاثرت البنايات، والمتاجر والمقاهي والمطاعم وازداد روادها.
السائقون في الأردن في «سباق رالي»، والنتائج الحتمية، قتيل أو جريح أو صاحب إعاقة، وهنيئاً لمن كُتب له عُمر يوم.
المطلوب، تشديد العقوبات، بعد ان استعصت علينا التوعية المرورية، ولم نتخلص من ذهنية، الشارع لي وليس لغيري، وأي حادث يمر مرور الكرام، المتوفي نقرأ على روحه الفاتحة، وعظم الله اجركم، ونختتم المأساة بفنجان قهوة الكرام والأجاويد.. والله المستعان.