انسحاب الفريق الأمني الأمريكي المصري القطري من محور «نيتساريم»
عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بالتلاعب بمصيرهم: «الحرب لن تعيدهم»شن سلاح الجو الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، غارات جديدة على غزة أوقعت عشرات الشهداء ومئات الجرحى لليوم الثالث على التوالي، حيث استأنف حرب الإبادة على القطاع، وذلك بعد 57 يوما من تهدئة هشة دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني الماضي، فيما استهدفت كتائب القسام منطقة تل أبيب برشقة صاروخية، وذلك ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، بحسب ما أعلنت في بيان مقتضب. وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل عن «استشهد العشرات وأصيب مئات المدنيين بجروح في غارات جوية إسرائيلية استهدفت ستة منازل شرق خانيونس في جنوب قطاع غزة فجر الخميس». وبحسب مصادر طبية، فقد بلغ عدد الشهداء في الغارات على قطاع غزة منذ منتصف الليلة الماضية وحتى ساعات الظهر ٩٨ شهيدًا.أمس وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران، أمس، إنّ «710 شهداء وأكثر من 900 جريح وصلوا إلى المستشفيات في القطاع منذ فجر الثلاثاء الماضي». وأضاف أنّ 70% من المصابين هم من الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن معظمهم تعرضوا لإصابات وصفت بالخطيرة. وخلافًا لمزاعم الاحتلال، تؤكد المصادر الطبية والصحفية في قطاع غزة، أن غالبية الشهداء في الغارات هم من الأطفال ونساء، وبينهم أُسر كاملة، مثل أسرة ربيع البطراوي وزوجته وأبناؤهما محمد وأنس وروان في عبسان الكبيرة قرب خانيونس، وعبد الرحمن نبيل المجايدة، وأبنائه يوسف وجنان ونبيل وياسمين وتيا، وحفيدته آية ابنة نجله يوسف. وقالت وزارة الصحة استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب آخرون، فيما لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين، من جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازل في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس. وأصدر جيش الاحتلال، تحذيرًا لسكان منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، واصفًا إياه بـ"الإنذار المسبق والأخير» قبل تنفيذ غارة عسكرية في المنطقة. ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي تسببت في موجات نزوح واسعة بين السكان، وسط أوضاع إنسانية كارثية وتصاعد أعداد الضحايا. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حظر تنقل الفلسطينيين عبر طريق صلاح الدين بين شمالي قطاع غزة وجنوبه وبالعكس، وذلك غداة إعادة انتشاره على هذا الطريق في منطقة محور «نيتساريم». وكانت إعادة فتح محور «نيتساريم» والسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة عبره من جنوب القطاع إلى الشمال بندا أساسيا في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى الذي تنصلت منه إسرائيل وانقلبت عليه باستئناف حربها على غزة. وأفادت مصادر محلية بأن اللجنة الأمريكية المصرية القطرية انسحبت من محور نتساريم، دون أن يصدر إعلان رسمي من الوسطاء بشأن تفاصيل وحيثيات الانسحاب. وأعلان مصادر مصرية انسحاب الفريق الأمني المصري من محور «نيتساريم»، قبل بدء التوغل البري الإسرائيلي في المنطقة. وصباح أمس، أفادت مصادر في الجيش الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال وسّع، الليلة الماضية، عملياته البرية في قطاع غزة، حيث توغلت قواته، بقصف جوي عنيف، في مناطق شمالي القطاع. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إنه «خلال الساعات الماضية بدأت قوات الجيش الإسرائيلي عملية برية محددة في منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه». وأضاف أنه «يحظر الانتقال على محور صلاح الدين بين شمال القطاع وجنوبه وبالعكس، والتحرك من شمال القطاع إلى جنوبه يُسمح فقط عبر طريق الرشيد (البحر)». وادعى أن الهدف من هذه العملية البرية هو «توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه، وانتشرت القوات خلال العملية حتى وسط محور نيتساريم». وعلى غرار اليومين الماضيين، استمرّ الرجال والنساء والأطفال في النزوح من شمال قطاع غزة سيرا أو في عربات مكتظة حاملين فرشا إسفنجية وأحواضا بلاستيكية وحصائر أو خياما، في ظلّ اضطرارهم مجددا للنزوح الجماعي الذي كانوا قد عاشوه خلال أشهر الحرب. وأفادت مصادر ميدانية وشهود عيان في حينه، بأن قوات الاحتلال تراجعت من المواقع التي كانت توجد فيها داخل القطاع إلى المناطق الشرقية من المحور على مسافة تتراوح بين 44 متراً و700 متر. ونقل موقع «واللا» عن مصادر أمنية قولها إن هذه المرحلة من العدوان العسكري البري على قطاع غزة تهدف إلى دفع حماس للعودة للمفاوضات وليس لكسر قواعد اللعبة، «وفي حال لم تعد حماس للمفاوضات ستتصاعد الهجمات وتزداد العمليات البرية لإخلاء السكان» وفق المصادر. وأضاف جيش الاحتلال، أنه استبق العملية البرية بهجمات جوية استهدفت قيادات الصف الثاني لفصائل المقاومة، وبنيتها العسكرية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه «رصد ثلاثة صواريخ أُطلقت من جنوب قطاع غزة نحو إسرائيل»، وقال إنه «نجح في اعتراض أحدها، بينما سقط الصاروخان الآخران في مناطق مفتوحة»، وذلك عقب دوي صافرات الإنذار في تل أبيب والمدن المحيط بها وسماع دوي انفجارات. وأدت الرشقة الصاروخية التي أطلقتها كتائب القسام من جنوبي قطاع غزة، الخميس، باتجاه منطقة تل أبيب، إلى تعليق مؤقت لإقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون. ولفتت التقارير إلى أن ذلك أدى إلى تحليق بعض الرحلات في الأجواء وذلك في ظل تأخر حصولها على تصريح بالهبوط أو الإقلاع. ويُتوقع أن يشهد المطار، اليوم، رقمًا قياسيًا في حركة السفر مع تسجيل نحو 56,300 مسافر عبر 365 رحلة جوية، بحسب المعطيات التي أوردتها القناة 12. وأصيب 13 إسرائيليًّا أثناء التوجه للملاجئ عقب تفعيل صفارات الإنذار بعد رصد صاروخ أطلق من اليمن، فجر أمس الخميس، أعلنت القوات اليمنية أنه استهدف مطار بن غوريون. وأفادت وسائل إعلام عبرية بإجلاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من الكنيست إلى منطقة محمية بعد دوي صفارات الإنذار في القدس، حيث كان يشارك في الجلسة العامة التي تستعد للتصويت على أحد قوانين الميزانية العامة لعام 2025. وفي وقت سابق، قالت ما يسمى «الجبهة الداخلية الإسرائيلية» إن صفارات الإنذار دوت في مناطق تل أبيب والقدس ووسط إسرائيل بعد رصد صاروخ أطلق من اليمن. وذكرت القناة الـ12 العبرية أن الصاروخ اليمني اخترق الحدود، وأن طائرة كانت قادمة من لندن وفي طريقها إلى الهبوط بمطار بن غوريون غيّرت مسارها في آخر لحظة بعد دوي صفارات الإنذار في تل أبيب.
