كتاب

التحديات.. والوعي بالوطن

<p>تمر المنطقة في هذه المرحلة بتحديات معقدة ومختلفة عن تلك التحديات التي فرضتها نتائج الخريف العربي بمعطياته وآثاره السيئة على الحجر والبشر، وكان نصيب الأردن منها ملايين المهجرين..</p><p>وفِي هذه الظروف والمستجدات الحساسة وما يدور فيها من أفكار وأخبار وآراء غريبة تضع الجميع امام اختبار صعب ومسؤوليات وطنية حقيقية بعيدا عن الافكار المريضة التي تضرب مفاصل الوحدة الوطنية وتتسيّدها حوارات كريهة، وآراء حاقدة ومغرضة نعاينها في وسائل التواصل الاجتماعي، وتنفذها أقلام مسمومة إضافة إلى الوحدة الصهيونية المتخصصة بالذباب الإلكتروني 8200، وتراها تتحدث باسماء وهمية أردنية وفلسطينية لزعزعة الوحدة الوطنية والنيل من علاقة الأخوة والدم؛ فنحن على هذه الأرض اسرة واحدة وهدف الجميع ان يبقى الأردن موطن الاستقرار والأمان، نقول بالفيه الملآن الوطن هو الملاذ والمحور الاقوى في الحياة مهما تسلق على جدرانه بعض اشخاص لا يستحقون وتجدهم يقطفون كل شيء، وحين ينادي الوطن يختفون كلمح البصر، وسيبقى الغيارى من ابناء الوطن يدافعون عنه مهما كانت التحديات، أما المتسلقون واصحاب الاجندة المريضة فلن يقطفوا غير الندم، والوطن متنفس الحياة والحرية والجمال، وهو الغالب لكل حوار يتعداه، واستمراره بالازدهار والنماء والعطاء مرهون بتكاتف الجميع، وعلينا أن نتصدى للأفكار الظلامية والآراء الكريهة والرؤى السوداء التي تخلط الأوراق وتبث الفتنة، لا بد من ولاء حقيقي للوطن فكرا وسلوكا، تتجسدُ فيه قيم العطاء والتضحية والاخلاص، تترجمُ الى عمل جاد مخلص، بعيدا عن الثرثرة والشعارات والادعاءات والأكاذيب التي تطحن الماء، ولا يظن أصحاب الأجندة المريضة أنّ آراءهم وما يخفونه ويعلنونه لا يعرفه القاصي والداني، وأنّ ما يبحثون عنه الحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم سواءٌ أجاع الشعب أم انتحر! نعم، آن لهؤلاء ان يدركوا أنّ الأردنيين يأكلون التراب للحفاظ على وطنهم وكرامتهم واستقرار بلادهم، ويعرفون مَن تركهم وقت الشدة، ومَن وقف معهم، والاردنيون ليسوا طلاب مناصب؛ لأنهم وقيادتهم في صف واحد، وقد عاشوا أوقاتا عصيبة تجاوزوها بثباتهم وصبرهم وايثارهم وسعة صدورهم، ولا يعتقد من غاب حسهم الوطني ان افكارهم او مواقفهم نافعة امام حجم التحديات المحدقة بالوطن والدولة الأردنية هذه الايام، وتفاصيل المواقف الاميركية والصهيونية والأردنية معروفة ومسجلة امام الجميع، وما دار في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي ترامب وجلالة الملك واضح كعين الشمس. والمتابع لما يجري على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية يدرك حجم التصيد والجحود والخبث والمكر الذي يقارفه بعض المتحذلقين ممن يشوهون المواقف الوطنية والقِدر الأردني.</p><p>وتعالوا معي لبيت القصيد، فحين تحدث الرئيس الأميركي بحضور مجرم الحرب نتنياهو عن تهجير مليوني غزي بعد تدمير غزة بالأسلحة الأميركية والصهيونية، ووقف الأردن قيادة وشعبا رافضين للتدمير ولهذا المخطط، وحين رفض الملك المخطط في البيت الأبيض وقال: سأعمل لمصلحة بلدي وشعبي، في لحظة تاريخية فارقة وأكد فيها على موقف عربي واحد يرفض التهجير، وهو ما أكدته الصحافة الأميركية والبيت الأبيض، حيث أكدوا رفض الملك القاطع لمخطط ترامب، وما شاهدناه من تعليقات سخيفة واتهامات باطلة، إضافة إلى تجاهل الحقائق الدامغة التي قام بها الأردن منذ بداية حرب غزة إلى الآن، وكلها تؤكد صدق الموقف الأردني وصلابته ودعمه ومساعدته الحقيقية، ومع ذلك انبرت أقلام حاقده تقلب الحقائق وتزور الوقائع وتلفق الاتهامات على الأردن وقيادته، وبعضها إساءات مست الشعب الأردني؛ لانه استقبل الملك استقبالا شعبيا حافلا؛ وكأن هذا من المحرمات، ما هذا الحقد الأسود؟ ولماذا لم تكتب تلك الأقلام عن ترامب ونتنياهو، وعن من دمروا البشر والحجر، وعن من غامروا باستقرار المنطقة، وعن ايران التي لم تخسر قطرة دم واحدة، ولم تستقبل أي جريح فلسطيني، ولم نر منها شيئا يذكر غير آثار الدمار والخراب في سوريا ولبنان واليمن والعراق وغزة، ولا أدري إلى متى تبقى تلك الأقلام المريضة تعيش الوهم وتصنع الأكاذيب؟ اقول آن لسياسة الدولة الأردنية ان تتغير، وأن نرى خطابا إعلاميا وسياسيا مختلفا لكي يبقى الوطن مهاب الجانب. وما احوجنا إلى أقلام المخلصين الصادقين الاوفياء لرسالته، الأمناء على مصالحه، وإلى أبناء بررة يؤمنون بكل ذرة تراب فيه. وتحية صادقة للمخلصين والأوفياء للوطن وقيادته وأهله ورسالته.</p><p>‏mohamadq2002@yahoo.com</p>