أكد أخصائي جراحة العظام والمفاصل الدكتور وعد هلسة أن حماية صحة العظام ووقايتها من الهشاشة والكسور تتطلب الوعي بتأثير الأدوية المستخدمة خاصة تلك الموصوفة لفترات طويلة.
وبين في تصريح إلى «الرأي» أنه من الضروري أن يتابع المرضى مع أطبائهم لإجراء فحوصات دورية لكثافة العظام، وتقييم الحاجة إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين D أو اتخاذ تدابير وقائية عند الحاجة.
وأوضح هلسة أنه يتم إنتاج الجلوكوكورتيكويدات طبيعيًا في الجسم، على شكل الكورتيزول أو الكورتيزون، وهي ضرورية للتمثيل الغذائي والاستجابة للضغوط الجسدية، إلا أن الاستخدام الطويل لهذه الأدوية مثل بريدنيزون وديكساميثازون والهيدروكورتيزون، يؤدي إلى انخفاض نشاط الخلايا المكونة للعظام وزيادة نشاط الخلايا التي تكسر العظام، لذا ينصح بمراقبة صحة العظام عند استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة.
أما أدوية سرطان الثدي، فأشار إلى أنها تشمل الأدوية المستخدمة في علاج سرطان الثدي مثبطات الهرمونات، مثل أنستروزول (Arimidex)، وليتروزول (Femara)، و إكسيميستان (Aromasin)، والتي تعمل على تقليل إنتاج هرمون الاستروجين، مما يسبب فقدان العظام وزيادة خطر الكسور في العمود الفقري والمعصم.
وفيما يتعلق بأدوية سرطان البروستات، لفت إلى أن العلاج يكون بالحرمان من الأندروجين، وهذا يؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام، خاصة خلال السنة الأولى من العلاج للرجال فوق سن 50 عامًا، مما يزداد خطر الكسور نتيجة لهذا العلاج.
وأكد أن أدوية حرقة المعدة (مثبطات مضخة البروتون)، والتي تشمل أوميبرازول (Omeprazole)، وإيسوميبرازول (Esomeprazole)، ولانسوبرازول (Lansoprazole)، وديكسلانسوبرازول (Dexlansoprazole)،وبانتوبرازول (Pantoprazole)، ورابيبرازول (Rabeprazole)، فيرتبط استخدامها مطولا بزيادة خطر كسور الورك نتيجة ضعف امتصاص الكالسيوم.
ونوه إلى أن الإفراط في الجرعات لاستبدال هرمون الغدة الدرقية، مثل أدوية مثل ليفوثيروكسين (Levothyroxine) وتيروكسين (Thyroxine)، يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة خطر السقوط.
ووفق هلسة، فإن الأدوية المضادة للنوبات وتغيير المزاج، والتي تشمل أدوية كاربامازيبين (Tegretol)،و فينيتوين، ترتبط بانخفاض كثافة العظام نتيجة انخفاض فيتامين D وسوء امتصاص الكالسيوم.
في حين أن بعض أدوية أدوية ضغط الدم ومدرات البول، تزيد من خطر السقوط والكسور خلال الأسابيع الأولى من العلاج، مثل فوروسيميد (Lasix) الذي يعزز إفراز الكالسيوم، مما يقلل من كثافة العظام ويزيد من خطر كسور الورك.
وأوضح هلسة أن أدوية البروستات، مثل حاصرات ألفا الأدرينالية مثل تامسولوسين (Tamsulosin)، قد تؤدي إلى الدوخة والسقوط، مما يزيد خطر الكسور لدى كبار السن.
ونبه أيضا إلى أن هناك أدوية لها تأثيرات عند الاستخدام الطويل لها على هشاشة العظام، مثل الأسيتامينوفين (Tylenol)، والأدوية المخدرة مثل المورفين، ومضادات الحموضة المحتوية على الألومنيوم، والثيازوليدين ديون لعلاج السكري (مثل روزيجليتازون وبيوجليتازون)، ومثبطات المناعة مثل السيكلوسبورين والتاكروليموس، والهيبارين عند الاستخدام طويل الأمد، وبعض أدوية العلاج الكيميائي للسرطان.
