يحتفل الاردنيون اليوم بمناسبة 26 عاماً لتسلم جلالة الملك عبدالله بن الحسين سلطاته الدستورية، حاملة معها بشائر الخير والامل، وهم يعبرون عن امتنانهم لجلالة الملك عبدالله الثاني، حامي الحمى الاردني الاعز ورمز الوحدة والتماسك الوطني.
فقد حقق الاردن بقيادة جلالة الملك المعزز التقدم والاستقرار في جميع المجالات، واذ يجدد الاردنيون اعتزازهم بجلالة الملك، القائد الحكيم صاحب الرؤية الطموحة، تتجدد الثقة والبيعة من شعبه الوفي، وسط احترام العالم، بما يمثل جلالته من قيادة ملهمة، عمل على تعزيز العلاقات الدولية وبناء جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.
فالرؤية الحكيمة والقيادة لجلالته وضعت أسسا قوية ومتينة لتحقيق التنمية والازدهار في الأردن والمضي بجدية لتعزيز الاستقرار وتحقيق التقدم الشامل في جميع المجالات، سواء كانت الاقتصادية، الاجتماعية، أو الثقافية، فجلالته بما يملك من رؤية واضحة وقيادة قوية هدفت إلى تعزيز التنمية والبناء الوطني.
وعلى الصعيد الخارجي، عمل جلالته منذ توليه سلطاته الدستورية، على تعزيز علاقات الأردن الدولية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام الإقليمي.
وشكلت الدبلوماسية المتقدمة لجلالة الملك بخصوص قضايا العرب والمنطقة، أهمية في الخطاب الدبلوماسي الأردني لحل وتفهم قضايا المنطقة والعالم، جلالته كان دائما ومن خلال مواقفه ولقاءاته مع قادة وزعماء العالم يحرص على توضيح المنهجية السياسية الأردنية الراسخة تجاه قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتعاون المشترك إضافة للتحديات الأمنية التي تواجهها منطقتنا والعالم.
ما يملكه جلالة الملك من فكر ثاقب ورؤية مستنيرة تجاه مختلف الأحداث إقليميا ودوليا جعل جلالته محط اعجاب وتقدير ومقصداً لقادة وزعامات العالم والمنطقة للمشورة والتباحث في مختلف القضايا والملفات المهمة.
التشخيص الواضح لجلالته حول الوقائع والتحديات والمخاطر التي تواجه منطقتنا والعالم، كان دائما جليا بما لا يدع مجالا للتأويل خاصة حيال قضية السلام في الشرق الأوسط، ورهن عودة الحقوق العربية والفلسطينية وأن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، والتي طالما أكد عليه جلالته بأستمرار.
كما ان تحذيرات جلالته وفي أكثر من مناسبة من ما يواجه العالم من مخاطر أمنية وعلى رأسها الارهاب والمخدرات، التي باتت خطرا كبيرا يداهم الامن في العالم والمنطقة بأكملها، موضحا المسؤوليات التي تحملها الأردن نيابة عن المجتمع الدولي، في تصديه لآثاره وما قدمه الاردن من تضحيات في سبيل ذلك.
فالأردن بحكم وجوده في قلب الحدث اكتسب خبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له، حيث تحظى قواته المسلحة الباسلة بسمعة عالية من الاحترافية والجاهزية، أكسبته احتراما دوليا نظرا لجهوده ودوره في حفظ الأمن والسلام.
الفريق الركن المتقاعد علي الخالدي قال انه في هذه المناسبة الغالية علينا وهي تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، نحيي القيادة الملهمة والحكيمة لجلالته على ما يبذله من جهود كبيرة وعظيمة في سبيل وطنه وشعبه الوفي، مشيرا الى أن سياسة الدولة الأردنية مستوحاة من مواقفها القومية والانسانية العميقة، والتي شكلت دائما الاساس والركيزة في دعم القضايا القومية وعلى رأسها دعم الاشقاء الفلسطينيين، مثمنا المواقف الملكية الراسخة في التأكيد على حماية مصالح الدولة وامن شعبها وحفظ سيادتنا الوطنية.
ولفت الى أن الدولة الأردنية وأجهزتها قوية، ولا خوف على الوطن الذي يرتكز على دعائم قوية ومتماسكة ممثلة في القيادة الهاشمية، الجيش العربي والأجهزة الأمنية، والشعب، ما يجعل المملكة قادرة على إحباط ودحر أي محاولة تريد الإضرار بالوطن وأمنه المقدس.
وأضاف الخالدي ان جلالة الملك يملك رؤية سياسية وأمنية استراتيجية ثاقبة في التعامل مع قضايا المنطقة والعالم، مشيرا إلى الجهود الكبيرة والفريدة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني دعما ومساندة لغزة، موضحا أن جلالته هو الزعيم العربي الوحيد الذي قاد بنفسه عمليات إنزال المساعدات على غزة فضلا عن الجهود الدبلوماسية والسياسية التي يقوم بها جلالته على المستوى الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وأهلها.
وأشار إلى أهمية تكاتف جميع افراد المجتمع في دعم وإسناد الموقف الأردني الرسمي، وعدم السماح بحرف البوصلة عن مسارها.
وتابع الخالدي: إن محاولات تزيف الحقائق والمواقف الوطنية والقومية للاردن تهدف للنيل من أمن الوطن أو التأثير على استقراره، هذا الامر لا يخدم إلا الكيان الإسرائيلي، الذي يقتل الناس ويدمر الشجر والحجر، تنفيذا لمشاريعه التوسعية وتصفية القضية الفلسطينية وسلب حقوق الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم.
المحلل السياسي الدكتور بدر ماضي قال في هذه المناسبة العزيزة نثمن المواقف الشجاعة لجلالة الملك ودوره السياسي المهم والفاعل على المستوى المنطقة والعالم، واضاف: لقد شكلت التوجيهات السياسية الملكية المتقدمة دائما أبعاداً سياسية مهمة وعميقة، وخاصة في ما يتعلق في القضية الفلسطينية وتأكيد جلالته الدائم على أن ضمان أمن وسلامة الاقاليم هو رهان بتحقيق السلام الشامل والعادل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
