الأمل في زمن الأزمات
11:38 3-2-2025
آخر تعديل :
الاثنين
<p>في ظل الأوقات العصيبة التي يعيشها العالم اليوم، من أزمات اقتصادية وحروب وصراعات بيئية وصحية، يصبح من السهل أن يقع الإنسان في فخ التشاؤم والإحباط، إذ أن الأخبار اليومية التي نشاهدها عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو في التلفاز أو نسمعها في الإذاعات أو نقرأها في الصحف والمواقع الإلكترونية تعكس مشهداً قاتماً مليئاً بالصراعات والكوارث، مما يجعلنا نشعر بمشاعر سلبية تتسلل إلى نفوسنا، ومع ذلك، هل من العدل أن نبقى محبطين أمام هذه التحديات دون أن نرى الأمل الذي يلوح في الأفق؟ وهل يجب أن ننكر التحولات الإيجابية التي تحدث من حولنا فقط لأننا نركز على هذه الأخبار السلبية؟</p><p>منذ بداية التاريخ، عاشت البشرية لحظات من الدمار والخراب، ولكنها لم تظل عالقة في هذا الوضع، فالهزائم الكبرى كانت دائماً مصحوبة بحوافز قوية نحو البناء والتغيير، ومع ذلك، نجد اليوم أن التركيز على الدمار يطغى على الأمل في التغيير والتحسين، وقد يكون السبب في ذلك هو التغطية الإعلامية التي تركز على السلبيات أو تلك اللحظات العصيبة التي تفرض نفسها على الواقع، ولكن ما يغفله الكثيرون هو أن الأزمات نفسها قد تحمل بين طياتها فرصاً ضخمة لإعادة البناء والتحول.</p><p>إن الاستمرار في التركيز على الدمار دون إعطاء مساحة للأمل هو ما يجعلنا نغفل عن الفرص العديدة التي يمكن أن تبرز من رحم التحديات، فكيف لنا أن نتقدم إذا بقينا في دائرة السلبية؟ لا يعني هذا أننا نتجاهل الواقع أو نتغاضى عن ضرورة مواجهة الأزمات، بل يعني أننا نختار أن نبحث عن الفرص التي يمكن أن تحول هذه الأزمات إلى محطات للانطلاق نحو الأفضل.</p><p>وعلينا أن ندرك أن التغيير يبدأ من داخلنا، إذ أن كل فرد منا يمكنه أن يكون جزءاً من هذا التغيير، سواء من خلال عمله أو من خلال تبني عقلية إيجابية تبحث دائماً عن الحلول، فبدلاً من أن ننشغل في الحديث عن الدمار، يجب أن نركز قليلاً على الأمل في المستقبل وعلى الإمكانيات اللامحدودة التي يمكن أن نحققها إذا عملنا معاً نحو غدٍ أفضل.</p><p>وهنا يجب ألا نغفل بأن العالم مليء بالتحديات، ولكن الأمل أكبر منها، فالمستقبل لا يزال يحمل لنا الكثير من الفرص، إذا قررنا أن نواجه تحدياته بعزيمة وإيجابية، ولذلك يحب أن نقف ضد ثقافة الإحباط، مؤمنين بأن الدمار ليس النهاية، بل بداية جديدة.</p>