أكدت القمة العالمية لإطالة العمر الصحي 2025 أن الشيخوخة تعتبر قنبلة اقتصادية واجتماعية لكنها أصبحت قابلة للعلاج بالفعل حيث أن العمر الصحي لم يعد خيالا علميا.
وتحت شعار «لبناء المستقبل» أطلقت مؤسسة «هيفولوشن» الخيرية القمة العالمية لإطالة العمر الصحي 2025 بنسختها الثانية في الرياض، والتي سلطت الضوء على الجهود العالمية لإحداث تحول جذري في مواجهة الشيخوخة. وتهدف القمة التي يشارك بها أكثر من 150 متحدثا عالميا، بحضور 2000 شخصية، إلى إطلاق الحوارات التي تساعد على فهم علم إطالة العمر الصحي، ومواجهة تحدي الشيخوخة الذي يعد من القضايا الأكثر إلحاحا بعد التغير المناخي في عصرنا، بالإضافة إلى تعزيز النقاشات المبنية على أسس علمية بما يسهم في تحفيز الأبحاث الرائدة، وتوسيع نطاق ريادة الأعمال، وتشجيع الاستثمارات الذكية. وتتمحور جلسات القمة حول 3 مواضيع رئيسية هي: الاستثمارات الاستراتيجية، الأبحاث العالمية الخاصة بإطالة العمر الصحي، ودور الذكاء الاصطناعي والعلوم والتقنيات في تشكيل مستقبل الصحة والشيخوخة. من جهته أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن الدكتور محمود خان، أن القمة تركز على الجهود العالمية التي تقودها المملكة السعودية لإحداث تحول جذري في اليات وأساليب التعامل مع تحدي الشيخوخة والصحة، وإيجاد الحلول المبتكرة التي تسهم في تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية. أما نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة هيفولوشن الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر ال سعود، اعتبرت أن مفهوم العمر الصحي يعني جودة الأعوام التي يعيشها الإنسان بصحة جيدة من دون أمراض مزمنة، موضحة أن السعودية تؤدي دورا محوريا ورائدا ضمن الجهود العالمية في هذا الخصوص. وركز متحدثون في القمة على تسريع العلاجات الخاصة بإطالة العمر الصحي، وتعزيز الوعي وتحفيز المشاركة، وتمكين الجيل القادم، وتحفيز التحول الجذري في علوم إطالة العمر الصحي من خلال تحدي الأساليب التقليدية، والدعوة إلى تحولات جزئية ومنهجية في الأبحاث والسياسات والتصور العام لتسريع التقدم في الشيخوخة الصحية، وتحفيز الاهتمام العالمي في هذا المجال. وفي الوقت الذي ارتفع به متوسط العمر المتوقع للفرد، اعتبروا أن جودة تلك الأعوام المضافة غالبا ما تكون غير صحية، حيث أن الإنسان يعيش لفترة أطول، لكنه يمضي أكثر سنوات حياته وهو يعاني من أعراض الشيخوخة، مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والخرف، والضعف. وأوضحوا أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما إلى 2 مليار نسمة بحلول 2050، كما أن ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما سيعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وأشار متحدثون إلى أن الأنظمة الصحية والاقتصادية غير مجهزة للتعامل مع تحديات شيخوخة السكان المتسارعة، وتواجه ضغوطا مالية غير مسبوقة، بسبب ارتفاع التكاليف وتقلص حجم القوى العاملة. ونوهوا إلى بعض الحقائق المتعلقة بإطالة العمر الصحي والشيخوخة، إذ يرتبط العمر الصحي بنوعية الحياة وليس فقط بمدتها، وذلك بأن تكون خالية من الأمراض أو الإعاقات الصحية الرئيسية، وأيضا بينما يستمر متوسط العمر المتوقع في الارتفاع، فإن المدة التي يعيشها الأفراد وهم يتمتعون بصحة جيدة اخذة بالتراجع. وشددوا على أن الشيخوخة تعتبر قنبلة اقتصادية واجتماعية في القرن الحادي والعشرين، والعمر الصحي لم يعد خيالا علميا، حيث أصبحت الشيخوخة قابلة للعلاج بالفعل. يشار إلى أن القمة العالمية لإطالة العمر الصحي 2025 تعتبر منصة عالمية تركز على اكتشاف أحدث التطورات الرائدة في مجال إطالة العمر الصحي، وتعزيز التعاون الدولي والنقاشات العملية لمواجهة التحدي العالمي الملح المتمثل في الشيخوخة، وتحسين جودة حياة الأفراد في هذا الخصوص. وتستقطب القمة العالمية هذا العام نخبة واسعة من الخبراء وصناع القرار في مجال إطالة العمر الصحي، ويشارك بها ممثلون من وزارة الصحة السعودية، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومتخصصون في علم الشيخوخة، ورواد فضاء سابقون وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، ومؤسسات عالمية كجامعة هارفارد وغيرها.